ألا بين الخُطــا سَـــفَرٌ طــويــلُ
رفاقُكَ فيهِ: شِــعركَ والفضولُ
وتحـملُ صُــرَّةً ضـمَّتْ حروفاً
وآلامــــــاً وحُــــزْناً لا يـــزولُ
وتطبعُ في أديـمِ الأرضِ خَطْـواً
وتمحو الريحُ خطوَكَ لو يطولُ
وتُسأَلُ: هلْ وصـلتَ؟ فقلتَ:علِّي
ومـا تـدري مـتى هذا الوصــولُ
ورِثــــتَ الأرضَ لكـــــنْ أيُّ إرثٍ
تحــوزُ وليـس مُلْكُكَ مـا تقـولُ
فكـمْ بـابـاً قَحَمْتَ وما تبــالي
قرأتَ عليـهِ قد مُنـِعَ الدخــولُ
رقيقٌ ما احتملت سـوى همـومٍ
فصـبرُكَ والبُـكى خُلُـقٌ جميـلُ
بكـيتَ وكانَ خَــدُكَ ذا جفـــافٍ
ودمعُــــكَ فــوق أوراقٍ يســـيلُ
وقالـوا كــم قتيـلٍ طَـيَّ شِــعرٍ
ولو قـرأوك كنتَ بــهِ القتيــلُ
فشِـعرُكَ إذ تقــولُ بِـداءُ مـوتٍ
ومـوتُكَ إذ تَمـوتُ بِــداءُ قيــلُ
تُنادي في الفضـاءِ فبُـحَ صـوتٌ
وتجـزِمُ أنْ ستسمَعُكَ العُقـولُ
فسِــرْ يا بـاغيَ الآلامِ مضنـــاً
فإن تعــثرْ فمــا أحــدٌ يُقيـــلُ
حبيسَ غياهِبٍ في الجبِّ : يوماً
سـتحضِنكَ السَـما والُمستحيلُُ