أمكنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أمكنة

مجلة ثقافية تُعنى بأدبيات المكان


    مقتطفات من رواية (مقصلة الحالم) لـ جلال برجس

    أمكنة
    أمكنة
    Admin


    عدد المساهمات : 285
    تاريخ التسجيل : 16/12/2010

    مقتطفات من رواية (مقصلة الحالم) لـ جلال برجس Empty مقتطفات من رواية (مقصلة الحالم) لـ جلال برجس

    مُساهمة من طرف أمكنة 14/10/2014, 10:41 am

    مقتطفات من رواية (مقصلة الحالم) لـ جلال برجس


    لا بد من ربيع عربي آخر يكون فاتحة لزمن جديد. فلا يمكننا أن نبدل حال البلاد مادمنا بكل هذه الرجعية في العشق. فقد صار لزاماً علينا أن نتعلم كيف نحب؛ حتى ننجز ثورة حقيقية"
     
    ***
     
    أنت تحب بكل حواسك البدوية، كأنك على رأس جبل تضع كف يدك على حافة حاجبيك، وتمنح كل بصرك للبعيد الذي ربما لن يؤتي شيئاً. وحين تفقد الأمل، تهبط طريقك، وأنت تحس بزيغ البصر.
     
    ***
     
    " جنحة عاطفية أن نلوذ بآخر حتى ننسى وجع الحب. جنحة عاطفية يجب أن تدرج في دساتير المحاكم الشرعية حتى يتسنى لرجل أن يقاضي امرأة بتهمة استخدامه للنسيان، وتقاضي امرأة رجلاً على كل هذا الوجع"
     
    ***
     
    "وأنت توغل في الحبّ تذكر أيّ الأبواب عبرتْ. تذكّر
     
    جيداً, أو توقف, ثم التفت, وامنح ذاكرتك فرصة أن تتشبع
     
    بتفاصيل المشهد الطريّ. أفعل كل هذه الأشياء, ربما وأنت تتعمق في
     
    طريقك تفاجَأ بنهاية مسدودة. حينها يتوجب عليك العودة سريعاً
     
    كي لا تقع رهينة للتيه. لذلك تذكر أي الأبواب عبرت."
     
    ***
     
    الإنتظار مشي بلا حذاء، على حافة سكين حادة.
     
    ***
     
    الغياب التعسفي في الحب؛ رصاصة من ذلك النوع الحارق، الخارق، المتفجر. التي ما إن تخترق سطح القلب، حتى تتشظى من ذاتها في عقره، محدثة خراباً كارثياً يصعب علاج نتائجه.
     
    ***
     
    القلب؟
     
    هو الوطن الوحيد الذي ليس لدولة المسافة فيه سفارة أو قنصلية.
     
    ***
     
    أكثر البشر خسارة؛ هم ضحايا التناقضات. ليس فقط تناقضاتهم الداخلية؛ إنما تناقضات الذين يعيشون معهم تلك اللحظات التي يحلمون عبرها بالحياة.
     
    ***
     
    كنت أحتاجها، كحاجة يدٍ في طقسٍ باردٍ لجيبٍ تخلد فيه . فلم تكن في حياتي مجرد امرأة تمرّ مروراً عابراً، أبقى بعده أقتات على ذكريات بدت قصيرة الأجل منذ البدء. بل أغلقتُ عليها جفنيّ القلب كحياة أبدية، لا يمكنني التنازل عنها بسهولة كما يفعل الرجل الشرقي حين تدير امرأة ظهر قلبها له، مقابل حبه الجارف.
     
    ***
     
    الصورة الفوتوغرافية لا تفي بالغرض. نحن يا حبيبتي نتجمل في الصورة كثيراً. ندعها تمر على مفاصل البرامج الإلكترونية التي خبرتها مؤخراً، ونبدل فيها بعض الملامح، ونضيف لها بعض التفاصيل. نختار لقطات معينة نحب أن نبدو فيها كما نتمنى، فنلوي عنق الصورة، عبر عالم البرامج التي يترع بها الفضاء الافتراضي.
     
    نراقب لوحة "دافنشي" الشهيرة "الموناليزا"، والتي كان وراءها (فرانسيسكو دي بارتولوميو دي زانوبي ديل جيوكوندو)، هي لوحة شخصية لزوجته الثالثة " ليزا (دي أنطونيو ماريا دي نولدو جيرارديني)، تلك اللوحة التي أمضى دافنشي أربع سنوات في العمل عليها، تحتوي على لقطة واحدة، من ضمن ملايين اللقطات من حياة (ليزا) المرأة العشرينية لفرانسيسكو. نحن يا حبيبتي عشقنا شخصية تلك المرأة عبر لقطة أنفق رسامها وقتاً طويلاً لإنجازها. لكننا لم نفكر باللقطات الأخرى التي يمكن أن تأخذنا إلى شخصية غير التي أهداها لنا "دافنشي" عبر حلم كان يرافقه في أثناء الرسم. أخاف كثيراً لأنني عولت عليك أكثر مما ينبغي
     
    ***
     
    المعتقل ليس تلك القضبان، التي عادة ما تكون مطلية بلون يثير فيك إحساساً غريباً يشبه الخوف، ولا الجدران التي تبدو مهمتها منحصرة بحجب بصرك فلا تتركه يرتفع عالياً لتحلم بالمدى الشاسع. ولا الأبواب التي عندما توصد تئن أنيناً جنائزياً بارداً كالصقيع، فتتيقن أن نصيبك من الأوكسجين قد انتهى. بل هو ذلك الصديد الذي يسح من جبين روحك، بعد جرح غير قابل لكل محاولات المضادات الحيوية أن يشفى
     
    ***
     
    "كي أحتفظ برائحتكِ، بقيت على غير عادتي بعد تلك الليلة لأيام دونما استحمام. إنه احتفاء بزمن أجمل مافيه أنه زمن مسروق من عالم يفتقد للشرعية في كل شيء. هل تتذكرين كم مرة سرقنا من جعبة الوقت زمناً قصيراً راح يساوي عمراً بأكمله"
     
    ***
     
    " ليس هنالك تفسيرٌ واضحٌ حول سبب حب رجل لأمرأة، وامرأة لرجل. ليست الأرواح هي التي تلتقي فقط. ثمة مسارات أثيرية تمنح كيمياء الجسد أيضاً حق اللقاء "
     
    ***
     
    " حين تتيقن المرأة من انكسار قلبها؛ تكسر في داخلها قارورةً ادّخرت فيها ذلك الماء السريّ الذي يجعل للأشياء معنى حقيقياً يفضي دائماً للصدق"
     
    ***
     
    النسيان في الحب، نضال القلب ضد محتل مهمته تعميم ثقافة الوجع. إذ يسقط المحتل، وتعتلي رايات المناضل هامة الساعة

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/4/2024, 11:05 pm