إلى عمان أسطورة المدائن
شعر / علي عبده الحزمي
من طيف عمّان طافت خاطري شُعـل
ومن أريـــج شــذاها نسنســتْ قبــل
في نسمة الشعر من " بشار" هائمـةٌ
حـروفه في هــوى صنـعـــاء تشتعــل
ندّت أزال مــزون الــعشــق في ولــــهٍ
من نفحة الشام حتى أخضّلت السبل
فضمخت بعبير الشوق نشوتـــهـا
لـما رأتْ مــن بنيـهـا الـــود يكتــمــل
واسترسل الشدو من أرجائها طربــاً
كــأنــمّـا الطــير في آفـــاقهــا جـــذل
وأنشدت بلسـان الفخــر عـــزّتـهــا
وقد تهادى الغنى و اللحــن و الزجـــل
أبناء يعــرب لو طـال المغيب بــهــم
عن أمـهـم أو تبـّـدى فيــهـم الكســل
لابد يومـا ريـاح الشــوق تــدفعهــم
إلى لقاها فيــزهو الســهــل والجــبـل
يا إبن عمان قـــد وافــيتــنــا بـــرؤى
فـــي نظــم درٍ أوى أنـــــواره زحــــل
بثثت فيها لصنعاء الشوق مستبقاً
بَوْحِي بعشقي لـمن بالنــور تغتـسل
عمّــان أسطـــورة المــرقــى ومـــؤله
وفــي ثـراها أضـاء الوحــي و الرســل
حتى تسامت مــدى الأيام مشــرقـة
وفي رباها الشــذى و السحــر ينهـمـل
كأنــما كللـت تــاج النجــوم وفــي
أطنابـها الشـهب والأقمــار قـد نزلـوا
يا "ابن الخليل "كــلانا فـي مشاعــرنا
نــهــيم عشقـاً بأرضٍ مـالــها مثـــل
فأنت تعشـق في صنعــاء فرادتــها
بــين المـدائــن ماضيــها و مُــقـتبـــل
كمثـل عشـقي أنا عمان فــتنــتـها
تجــود فيـها الربـُـى والصـرح والطلل
أدمنت فيها جلاء النفس مُذْ فتحـت
لي حضنــها بــلقــاءٍ شــفّــه الأمــل
لمـــــــــا سقتني رحيــق السحـر بسمتها
وأترعت مهجتي من سحــــرها المقــل
وأينعـت بسـمــاء الــروح أغنـيتــي
في ظلـها وانتشى فـي خاطـري الغــزل