أمكنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أمكنة

مجلة ثقافية تُعنى بأدبيات المكان


    أهمس إليك بعشقي

    راوية رياض الصمادي
    راوية رياض الصمادي


    عدد المساهمات : 41
    تاريخ التسجيل : 18/03/2011
    العمر : 48
    الموقع : الأردن - عمان

    أهمس إليك بعشقي Empty أهمس إليك بعشقي

    مُساهمة من طرف راوية رياض الصمادي 13/7/2011, 2:15 pm


     

    راوية رياض الصمادي

    (1)
    أُرِيْدُ أَنْ أَسْرُدَ حِكَايَةُ
    وَأُرِيْدُكِ أَنْ تَكُوْنَ الْحِكَايَةُ
    عَلَىَ شِبَاكِ مَنْزِلِيٌّ هُنَاكَ
    عُلِّقَتْ شَالَا لَتَرَاهُ عِنَدَمّا تَأْتِيَ
    وَعِنْدَ الْشَّجَرَةِ هُنَاكَ
    تُلْمَسُ يَدَكَ يَدَيْ
    وَتَبْدَأُ قِصَّتِيْ
    أَتَعْلَمُ بَرَاوِيزُ مَشَاعِرِيْ نَحْوَكِ عُلِّقَتْ
    وَأَجْرَاسِ دَاخِلٍ قَلْبِيْ أَعْلَنْتُ
    وَقِّصَّتِّي مَعَكَ إِبْتَدَأَتْ

     
     
    (2)
    عِنْدَمَا تَغْفُوْ بَيْنَ حَنَايَا الْزَّمَانِ
    وَتَغْرَقُ فِيْ سُبَاتٍ الْعَوَاطِفِ الْمُتَأَجِّجَةِ
    يَمُرّ الْقِطَارِ
    بِنَوَافِذِهُ الْمَفْتُوْحَهُ
    وَتَرَىَ هُنَاكَ أَمْرَأَةً جَالِسَةٌ غَارِقَةُ عَاشِقَةٌ
    تَنْتَظِرُ أَنْ يَجْلِسَ بِجَانِبِهَا رَجُلٌ غَارِقٌ وَعَاشِقٌ
    جَلَسَ بِجَانِبِهَا كَثِيْرُوْنَ
    وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُوْنُوْا غَارِقِيْنَ وَلَا عَاشِقَيْنِ
    وَمَا زَالَتْ تَنْتَظِرُ
    سَيَمُرُّ الْقِطَارُ
    وَتَغْرَقُ الْسُّفُنِ
    وَيُذْهِبْ مَا كَانَ مُنْتَظِرُ

    وَسَتَبْقَىَ كَمَا هِيَ تَنَتَظَرَ رَجُلا يَجْلِسُ بِجَانِبِهَا
     

    (3)
    عَلَىَ شُرْفَةُ الْمَنْزِلِ
    تَجْلِسُ أَمْرَأَةً
    وَيَجْلِسُ رَجُلٌ
    عَلَىَ شُرْفَةُ الْمَنْزِلِ
    يَقُوْلُ أُحِبُّكِ
    وَتَقُوْلُ أُحِبُّكِ

    عَلَىَ شُرْفَةُ الْمَنْزِلِ
    تَسْقُطُ حُبَيْبَاتُ الْنَّدَىْ
    وَالْنَبْضُ يَكُوْنُ كَنِدَاءٍ الْصَّدَىْ

    عَلَىَ شُرْفَةُ الْمَنْزِلِ
    تَلْتَقِيْ مَعَهُ كُلَّ مَسَاءٍ
    وَتُحِبُّهُ حَتَّىَ يَخْتَفِيَ الْمَسَاءِ

    عَلَىَ شُرْفَةُ الْمَنْزِلِ
    تَلْتَقِيْ الْأَرْوَاحُ فِيْ هُدُوْءِ الْلَّيْلِ
    يُحِبُّهَا
    وَتُحِبُّهُ

    وَلَكِنَّ

    تَغْرَقُ الْسُّفُنِ
    وَتَقْتَلْعَهَا الْعَوَاصِفُ
    تَأْسِرُهَا خُرَافَاتِ الْمُعْتَقَدَاتِ وَالْعَادَاتِ
    حَتَّىَ تُغَرِّدُ الْعَصَافِيْرِ أَصْبَحَ نُوَاحٌ
    حَتَّىَ نَدَىً الْصَّبَاحِ
    أَصْبَحَ دَمْعَا وَبُكَاءٌ

    عَلَىَ شُرْفَةُ الْمَنْزِلِ
    كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ وَمَرْأَة
    كَانَ هُنَاكَ لِقَاءَ
    كَانَ هُنَاكَ حُبٌّ وَعِشْقٌ وَهُيَامِ
    كَانَ هُنَاكَ قِصَّةً فِيْهَا حَيَاةً

    عَلَىَ شُرْفَةُ الْمَنْزِلِ
    إِنْتَهَىْ فَجَرَ

    وَحَلَّ ظَلَامٌ
     
    (4)
    أَنْتَ تَنْتَشِرُ دَاخِلِيَّ كَمَا الْتَّتَارِ
    أَنْتِ لُغَةُ الْحُبْ وَالْعِشْقُ
    أَنْتَ أُسْطُوْرَةُ الْزَّمَانِ
    أَنْتَ نِجْمَةُ فِيْ مَدَارِيْ

    أُرِيْدُكِ أَنْ تَأْخُذَنِّي شَكْلِ فَمِكَ
    حَتَّىَ إِذَا تَكَلَّمَتْ
    وَجَدَنِي الْنَّاسِ أَسْتَحِمُّ فِيْ صُوْتِكْ

    أُرِيْدُكِ أَنْ تَأْخُذَنِّي شَكْلِ يَدَكَ
    حَتَّىَ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَىَ الْمَائِدَةِ
    وَجَدَنِي الْنَّاسِ نَائِمَّةٍ فِيْ جَوْفِهَا
    كَفَرَاشَةٍ فِيْ يَدِ طِفْلٍ

    أَنَّنِيْ لَا أَحْتَفِلُ طُقُوْسْ الْإِحْتِفَالَاتِ
    إِنَّنِيْ أَحْتَرِفْ الْعِشْقُ

    وَأحْترفُكِ

    (5)
    عِنْدَمَا تَدُقْ الْسَّاعَةُ مُعْلِنَةً الْثَّانِيَةَ عَشْرَةَ لَيْلَا
    تَبْدَأُ مُعَانَاةِ كُلِّ لَيْلَةٍ
    عِنْدَمَا تُغَادِرُ الْأَيَّامِ وَتَبْقَىَ الْآَلَامِ
    أَسْهَرَ أَنْتَظِرُ الْأَمَلْ
    عِنْدَ حُدُوْدِ قَلْبِكَ
    وَعَبِيْرُ مَشَاعِرَكَ
    تَسْتَوْقِفُنِي الْثَوَانِيِ وَالْدَّقَائِقِ
    وَتَنْظُرُ نَحْوِيٌّ وَكَأَنَّهَا تَقُوْلُ
    أَنَا الْوَحِيدَةَ الَّتِيْ أَصْبَحْتُ مَعْكِيّ
    أَنَا الْوَحِيدَةَ الَّتِيْ أُرَفِّهُ عَنْكَ
    أَنَا الْوَحِيدَةَ الَّتِيْ عِنَدَمّا تَنَامُ الْأَيَّامِ أَبْقَىْ أَرَعَاكِيّ

    هَلْ عَنْدَمَا تَتَوَقَّفُ عَقَارِبَ الْسَّاعَةُ عَنْ الْدَوَرَانْ
    سَأَمُوْتُ لِكَثْرَةِ الَأَشَتَيَاقَ
    مِنْ سَيَسْهَرُ مَعِيَ
    وَمَنْ سَيُنَبِهُنِيّ
    وَمَنْ سَيَجْعَلُنِيْ لَا أَنَامُ

    الْعَصَافِيْرِ لَهَا صَوْتٌ رَخِيْمٌ
    إِذَا تَوَقَّفَتْ الْسَّاعَةِ
    سَتَذْكُرُنِي الْعَصَافِيْرِ
    فَلَقَدْ عُقِدَتْ إِتِّفَاقِيّ مَّعَهَا مُنْذُ زَمَنٍ
    بِأَنَّ لَا أَضَعُهَا فِيْ قَفَصِيْ
    فَلَا تَتْرُكْنِيْ


    لَقَدْ وَعَدْتَنِيْ

    (6)
    فِيْ شَوَارِعِ قَلْبِكَ أَرْقُصُ وَأُغَنِّي
    فِيْ مْنْحَنِيَاتِكِ ومُنْعَطَفاتِكِ
    أُصَلِّيَ
    فَأَنَا كَنَاسِكٍ أَتَعَبَّدُ
    وَعَلَىَ صَوْتِ أَنْفَاسُكِ آَخِذٌ الْقَرَابِيِّينَ
    وَعَلَىَ شَاطِئٍ عَوَاطِفُكَّ
    أَسْتَرِيْحُ وأَغَفُوا
    وَبَيْنَ يَدَاكَ أَكُوْنَ كَمَا الْطِّفْلِ الْرَّضِيِّعِ
    أَيْنَ تَذْهَبُ!!
    لَا تَبْتَعِدْ عَنِّيْ
    فَأَنَا لَا أَسْتَطِيْعُ الْنَّوْمْ دُوْنَكَ
    دَعْ رَأْسَكَ يَغْفُوْ عَلَىَ وِسَادَةٍ أَحْلَامِيِ
    وَدَّعَنِي أُغَنِّيْ لَكَ حَتَّىَ تَنَامَ

    دَعْنِيْ أَكُوْنَ كَقَميصَكِ الَّذِيْ تَرْتَدِيْهِ
    وكعِطْرّكِ الَّذِيْ تَضَعُهُ
    وَدَّعَنِي أَكُوْنَ طَبِيبَتكِ فِيْ لَيَالِيْ مَرَضِكَ
    وَحَبِيِبِتِكْ فِيْ لَيَالِيْ وَحْدَتِكَ
    وَعَشِيْقَتُكَ فِيْ لَحَظَاتٍ نَزْقُكِ
    وَصَدِيْقتُكِ
    عِنَدَمّا تَكُوْنُ بِحَاجَةٍ لِلْحَدِيْثِ الْطَّوِيْلُ


    وَرَفِيْقَةَ عُمُرِكَ الَّتِيْ أَحْبَبْتَهَا

    (7)
    عِنَدَمّا تَكُوْنُ الشَوَاطِىءٍ مُرْسَاهَا عَيْنَاكَ
    وَعِنْدَمَا تَكُوْنُ سُفُنِكْ مَنْبَعُهَا قَلْبِكَ
    فَتَرَجَّلَ وَغَسَلَ يَدَاكَ مِنْ مَاءٍ مَحَبَّتِيِ
    وَجَعَلَ سُفُنِكْ تُرْسِيَ عَلَىَ شَوَاطِىءِ قَلْبِيْ
    وَعِنْدَهَا سَتَرَىْ مَا سَيَفْعَلُهُ
    سُكَّانُ جَزِيِّرَتِيْ
    سَيَأَخَذُوكَ مُقَيَّدَا
    وَإِلَىَ قَصْرِيْ سَجِيْنَا
    وَعِنْدَ مَجْلِسِيِّ حَبِيْبَا
    وَسَأَجْعَلُكَ ضَعِيْفَا
    وَبِقُيُودِيّ أَسِيْرَا
    سَأَجْعَلُكَ تُلْغِيَ كُلَّ تَفْكِيْرِ بِالْعَوْدَةِ
    فَأَنْتَ سِجِّينٍ مَشَاعِرِيْ
    وَلَحْظَةَ خِيَانَةً مِنْكَ
    لَنْ تُدَمِّرُنِي وَحْدِيْ
    بَلْ سَتُدَمَّرُ نَفْسَكَ مَعِيَ

    لِأَنَّ الْقَدَرَ رْبَطِنِيّ بِمِرْسَاةٍ سُفُنِكْ وأَشِرَعَتكِ
     

    (Cool
    الْشَّوْقِ
    هُوَ كَالْسَّيْفِ
    وَالْسَّيْفُ حَدَّهُ قَاتَلَ
    وَأَنْتَ قَاتِلِيْ
    أُحِبُّكِ
    قَدْ تَزُوْلْ
    وَلَكِنَّنِيْ أَعْشَقُكَ
    فَعِشّقِي لَكِ لَنْ يَزُوْلَ
    لِمَاذَا رَسَيِّتْ عَلَىَ شَوَاطِىءِ مَدِيْنَتِيْ الْغَارِقَةُ
    لِمَاذَا جَعَلْتَ مِنْ سُكَّانِ جَزِيِّرَتِيْ عَلَىَ الْأَمَلِ يَعِيْشُوْنَ
    وَلِمَاذَا تَسِيْرُ بِأَقْدَامِكَ فِيْ أَحْيَاءٌ مَدِيْنَتِيْ
    وَلِمَاذَا جُعِلْتُ سُكَّانِهَا يُحِبُّوكِ

    آَلِا تَعْلَمُ بِأَنَّ مَدِيْنَتِيْ آَيِّلَةٌ لِلْسُقُوْطِ
    آَلِا تَعْلَمُ بِأَنَّ جُيُوْشَا قَبْلِكَ حَطَّمُوْهَا
    آَلِا تَعْلَمُ بِأَنَّ مَدِيْنَتِيْ أَصَابَهَا الْجَفَافِ
    آَلِا تَعْلَمُ بِأَنَّكَ سَتُقْتَلُ سُكَّانُ جَزِيِّرَتِيْ
    وَلَكِنَّكَ تَرْسُوَ بِهُدُوْءٍ
    وَتَقْتَرِبُ بِهُدُوْءٍ
    وَتَعَامَلَ الْجَمِيْعُ بِلُطْفْ وَمَحَبَّةُ

    فَهَلْ أَنْتَ يَا قَاطِعُ الْطَّرِيْقِ مُّسْتَقِيْمٍ
    وَهَلْ سَأَجِدُ نَفْسِيْ بَعْدَ كُلِ هَذَا
    وَحِيْدَةُ وَقَدْ تُحَطِّمُ كُلّ شَىْءٍ
    فَلَا أَنْتَ أَنْقَذَتْني
    وَلَا عَاشَ بَعْدَكَ سُكَّانُ جَزِيِّرَتِيْ
    تَغْتَالُ بِيَدِكَ كُلُّ مَا هُوَ جَمِيْلٌ
    فَأَبَتَ بَعْدَكَ أَنْعِي نَفْسِيْ


      الوقت/التاريخ الآن هو 11/5/2024, 6:09 pm