( إلى من حلموا بالحرّية في سوريا) | |
لكي لا تصير الحقيقة مَحَلّ اختلافٍ على خرْقة بيضاءَ ناصعةً ارفعوا دماءكم في الأعاليْ دمكم مجاز النهارات الأكيدة أعْرفُ لكنني أستميح الورد، في أحداقكم، عذراً أن ترفعوا دماءكم في الأعاليْ تماماً كما تفْعل العرائسُ ليلة الزفافِ وهن يشْهرن رايات العذارى؛ ملطّخة بدماء البكارةْ ارفعوها أمَام أعيننا أعيننا التي تَرى ولا تَرى لعلنا نصَدّق أنكم مطعونون من الوراءِ من الخاصرات في صباحات الحلم في الجبين عند ارتطام الريح بشكْل الجَناح في أرواحكم في الصدر عند اشتهاء المَسير على جسْر بين أمنيتن ارفعوا دماءكم في الأعالي لعلنا نصدق أننا متنا منذ أمد بعيدٍ وها نحن نُبْعَث الآن من جديدٍ على وَقْع أقدامكم في البَهاءْ أيها الشهداءْ مختلفون الآن في شكل بيانتنا حول دمائكم فهل لكم أن ترفعوا دماءكم في الأعالي *** لكي لا تصيْر الحكايات محل التباسٍ على صهوة الريح ادفعوا لنا بصرّة من أنينٍ أمَام فوضى الرصاصِْ تماماً كما يفْعل (الغيّاب) عن الأهل وهم يدسّون مكاتبَيهم في الهواءِ لعلنا نتيقن من أشلائكم وهي ترسم في الريح شكلاً جديداً للنهارْ ملتبسون، يا الشهداء، الآن حول حياتكم فينا فادفعوا، أيها الطاعنون في الحضور المَرمَريِّ، لنا في الريح بعضاً من عويلٍ وبعضاً من صراخٍ لعلنا نحْسم أمرَ التباسنا وأمرَ الغيابْ ولعلنا نبلل على طاولات الحوار ما تبادر من ريق اليباسْ *** لكي لا يصير التاريخ رُمحاً يشجّ حلوقنا صِفوا لنا في النوْم خطوةً خطوةً بماذا يفكّر القناصُ وهو يفتِّت جبينَ امرأةٍ تشتهي جناحين كي تطيْر تماماً كما تشتهي الحبيبة حضنَ الحبيب عند بوْح الغسق صِفوا لنا يا الشهداء بماذا فكّر الجزار حين جزّ عضو حمزة الذكريّ وبماذا فكّرَتْ زوجته بينما في الفِراش تشْهق بالرعاشِ ويداه ملطختان بالدماءْ صفوا يا المشتهون الحياةَ؛ شكلَ الكلام قبلَ وصول الرصاصة للجبينْ منشغلون بتصنيف المواقفِ لذا يا أيها الشهداء صفوا لنا شكل الموت وهو يُوَّزع في عُلَبِ البسكويت لأننا موهومون بتاريخ من الوهم ومنشغلون بالممانعة *** لا وقت لحديثنا عن الورد الشآمي المزنر بالبياض هذا كلام مؤجل مؤجل إلى حين ينتصر النهار لا وقت لذكرياتنا في باب توما في الشام القديمة على جسر الشغور في ظِلال اللوز في درعا هذا كلام مؤجل مؤجل إلى سهرة قادمة حيث يطيْر الحَمَامُ بلا خوف من رصاص طائشٍ ذات يوم قادم لا وقت يا الشهداء إلا وقتكم فقط أرفعوا دمكم في الأعالي لعل الحَمَام في شرفاتنا يحلّق في الأعالي وينتصر jalalghlelat@yahoo.com التاريخ : 01-07-2011 |
3 مشترك
ارفعوا دماءكم في الأعالي
أمكنة- Admin
- عدد المساهمات : 285
تاريخ التسجيل : 16/12/2010
- مساهمة رقم 1
ارفعوا دماءكم في الأعالي
رائدة زقوت- عدد المساهمات : 177
تاريخ التسجيل : 17/12/2010
- مساهمة رقم 2
رد: ارفعوا دماءكم في الأعالي
قصيدة من أروع القصائد / حيث الحرف يسطر الوجع بأسلوب متفرد / ليغص بالحرف من لا يملك ذائقة وينثره أحمر كلون الجرح من يتذوق ألم الموت برسم الشهادة
سلم قلمك يصدح بالحق / تحياتي ومودتي
سلم قلمك يصدح بالحق / تحياتي ومودتي
علي شنينات- عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 18/12/2010
- مساهمة رقم 3
رد: ارفعوا دماءكم في الأعالي
إن لم يكن الشاعر صاحب موقف في هكذا ظروف يراق بها الدم فلا عاش. وموقفك أنساني ياصديقي / محبتي لك