الاستاذ جلال الخاطرة التالية ورقة منزوعة من دفاتر اليوميات
كلما لجأتُ لبيت العائلة القديم، والذي ولدت وترعرعتُ فيه، تصطادني الهواجس
خصوصا بعد أن تبدل كل ما فيه، وصار مزارا لشهر واحد في العام
فكتبت ذات مرة هذه الخاطرة من وحي المكان:
لم يبق مكان آخر كي أفرّ بها، ظلالهم... أخفيتها تحت جلدي عن الريح، والريح لم تزل تطارد حظي كلص، تلعق صدغ النافذة الآن في جنون، تعدني بالمزيد، بينما الأشجار تهمس بأغنية قديمة ( بالله يا ريح وديلي خبر وعلوم...) تلك الريح لم تكن يوما ساعي بريد، سلبتني مرجوحة الخشب وبرج الحمام عن بيت جيراني قبل الأوان، ثم توعدتني بالمزيد، قلبتْ يومها ركن الحديقة وكراسي الخيزران ولم تجف بعدُ ضحكاتهم عليها، تلقطت ما تناثر من همس الليلة الأخيرة نزعَتهُ عن صدري كعقد وطارت، بقايا خيالات هي الملامح أو ما تسمر فوق جدران الغرف...لم تغفل عنه الريح... تسللت إليه، قشرته ثم مزقته أمامي ورحلت ، تركتني أمام الوقت أكابد سر المرايا وحيدة، خدوش عميقة هو الوقت بصحبة المرايا، ما تلبث الريح أن تستفزه لينمو كالدمامل ينزاح نحوي في قبح انعكاساتها، ثم تسألني في توعد ...هل من مزيد
كلما لجأتُ لبيت العائلة القديم، والذي ولدت وترعرعتُ فيه، تصطادني الهواجس
خصوصا بعد أن تبدل كل ما فيه، وصار مزارا لشهر واحد في العام
فكتبت ذات مرة هذه الخاطرة من وحي المكان:
لم يبق مكان آخر كي أفرّ بها، ظلالهم... أخفيتها تحت جلدي عن الريح، والريح لم تزل تطارد حظي كلص، تلعق صدغ النافذة الآن في جنون، تعدني بالمزيد، بينما الأشجار تهمس بأغنية قديمة ( بالله يا ريح وديلي خبر وعلوم...) تلك الريح لم تكن يوما ساعي بريد، سلبتني مرجوحة الخشب وبرج الحمام عن بيت جيراني قبل الأوان، ثم توعدتني بالمزيد، قلبتْ يومها ركن الحديقة وكراسي الخيزران ولم تجف بعدُ ضحكاتهم عليها، تلقطت ما تناثر من همس الليلة الأخيرة نزعَتهُ عن صدري كعقد وطارت، بقايا خيالات هي الملامح أو ما تسمر فوق جدران الغرف...لم تغفل عنه الريح... تسللت إليه، قشرته ثم مزقته أمامي ورحلت ، تركتني أمام الوقت أكابد سر المرايا وحيدة، خدوش عميقة هو الوقت بصحبة المرايا، ما تلبث الريح أن تستفزه لينمو كالدمامل ينزاح نحوي في قبح انعكاساتها، ثم تسألني في توعد ...هل من مزيد