لمْ أدرِ أيـَّـــاً من عروقي تَحـملُكْ
وأنتَ تَجـري مـع دمي وتشـــتبِكْ
يا مسـكناً في تلَّــــةٍ مِنْ (مَرْجِها)
تقيمُ في العليــاءِ في أعلى (الكركْ)
لبـــابك الُمصــفرِّ تعــــلو فوقَـــهُ
(مِشــمشَـــةٌ) مثـــمرةٌ تَهِـفُّ لَكْ
ومجلسٌ في الليـــــــلِ كانَ قربَها
تسَامَرَ الرفاقُ إذْ يَعــــلو الضَحِكْ
(أزكى الدنــــا) لَها عـلى نوافــــذٍ
غصـــنٌ يَمـسُّ بعـضَها فأضـجركْ
وحقـــلُ لــوزٍ طــافحٌ في مشــرقٍ
مَــعَ الشـــعاع أبرقا دومــاً مَعَــكْ
كأنَّــما شَـــمسُ الصبــاحِ هاجـرتْ
واتَخـــذتْ أشــجارَهُ لَــها فــــــلكْ
فـــأيُّ حـــظٍ جـــــامعٍ يَجــمَعُنـــا
وأيُّ حســـنٍ جــــامعٍ قــد آثـــركْ
إن يســــلُكِ الجنـــوبُ دربَــــهُ إذا
أحـداقُــهُ تـجَّمــدتْ مَــا إنْ يَـــرَكْ
فَمـَـا أفـاقَ مَنْ أتــــــــاكَ زائـــراً
فكيفَ إنْ كانَ الذي قد حَـلَّ بِـــــكْ
ومَنْ سَــيَنْسَى الزهرَ إنْ عَبَّقــَـــهُ
وكيفَ يَنْسى حُزنَــــهُ مَنْ فارقَــكْ
كأننـي وَمَــــا أقمـــــتُ إنَّــــــــمَـا
قلـبِي أقــــــامَ أربعــــاً ثُـــمَّ هَــلَكْ
في الصــدرِ لا تزالُ نَســـمةٌ لَــــهُ
دوماً مَعَ الأنفاسِ كانتْ ترتبـــــكْ
من قبلِ خَمـسِ عشْرةٍ تركتُـــــــهُ
والُحـــزنُ فيَّ جـــاثمٌ ومَـا تـــركْ