أمكنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أمكنة

مجلة ثقافية تُعنى بأدبيات المكان


2 مشترك

    أنشودة على وتر " ميرميد" - نبض المكان / كتبها الشاعر عبد السلام عطاري

    avatar
    ناهد البكري


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 23/12/2010

    أنشودة على وتر " ميرميد" - نبض المكان / كتبها الشاعر عبد السلام عطاري Empty أنشودة على وتر " ميرميد" - نبض المكان / كتبها الشاعر عبد السلام عطاري

    مُساهمة من طرف ناهد البكري 1/4/2011, 2:08 am

    أستأذن الأستاذ جلال بنشر هذا النص هنا وهو للشاعر عبدالسلام عطاري ويندرج ضمن سياق الأمكنة



    "ناهد البكري و ناصر الريماوي عندما استنهضاني لأكتب ... فحاولت ...شكراً لهما".

    الكتابة فعل شقي عندما تكون كفتاة مورقة وابتسامتها زهرة قندول في ربيع مُبْكر، موغلة بإثارة تفتّحها المكتحلتين بأثمد أجتبته ربة القمر لسهرة عاشقة لتتواطؤ النفس الأمّارة بالشهوات لتراكض فعل قطف كرّمَ نافر تحت سياج من دمستق الجنان، فتنتحل الشهوة فعل الكلام لتكشف عن صدرها شقاوة حرف تدلّى من عنق فارع أرخى بياضه فأمطر حقول الرغبة .. بالرّغبة.
    والكتابة فعل قنوت ساكن في هزيع الليل الأخير؛ عندما تكون قدسية الكلمات تحترف فعل النبوءة لتتنزل المعاني قصص أتقياء فيرشقونها بإفك تغري القدسية بفتنة ماء اغتسل بحرف كعب مصقول بالغواية ... لحظتها نكون على خيط النار والنور... إن شمألت بنا كانت الجحيم تكشف عن نهديها، وان تيمنت كانت عينيها والحور يسكب إثارته فتدفق الشفتين بقبلة مجمرة بنارها، متوقدة بنورها، فَاستعجل النص فتسبقني الذاكرة، فكنت طفلاً بين وسط البلد وطلوع اللويبدة ... فنهرتني هي (الذاكرة) فنهضت وكنت أعيد دورتي على دوار باريس لأنتظر بعض الأصدقاء على فنجان قهوة كان ينتظرنا في (ركوة عرب) جاء فنجان القهوة ولم يأتِ الأصدقاء /.../ شربت سيجارة الوقت وفنجان الأزل ومضيت دون فاتورة الحساب وعدت لأصعد من جديد فكان النشيد على وتر" ميرميد".
    فََ كيف لي أن اًصعد دون أحمل قهوة من بائع يمطرني مناداة في سقف السيل ليرّتد صداه في شارع بسمان ويمضي خلف لهاثي شذا طيبه المعشّق بقهوته، كيف لي أن أصعد دون تتبعني أسواق الحكايات بزعترها؛ بعضهم كان يقول أنها من تلال ضفة نهر شقيّة، هذا ما كان يتضح بطعمه الحرّاق ولسعته الحادّة.
    أصعد، وتصعد معي صرخات الباعة كلهم؛ بسطة الجوارب والقمصان الثائرة ما بين جيفارا والصارخة بمايكل جاكسون وأبطال تلفزة وقصص وحكايات؛ بسطة العطر المنادد لأسماء ماركات في (الشانزيليزي)... كلها جيء بها إلى ساحة (الحسيني) ليختلط عطرها بعطر التراتيل والدعاء.
    أصعد، وتمضي معي كوفيات حمراء وسمراء وأثواب أختلط بها خيط البادية بخيط الساحل الغربي ولون النبيذ وأرجوان كنعان.
    أصعد حثيثاً ومعي كل الاصوات؛ بائع الخضرة والبسطة؛ بائعة السراويل والأحذية؛ بائع الكتب القديمة والصبيّ الهارب من مدرسة أغلقت أبوابها فهبطت بأسوارها لقفزته القصيرة.
    أصعد، وتلحقني طفولة الأشرفية، وحي الأرمن ودكان الرمحي وأسعد وكرابيجه الحلبية.
    أصعد، وطعم كعك السمسم المغمس بفلافل فؤاد وفول هاشم وطراوة اليدين بزيته الباقي.
    أصعد، ويصعد معي دخان سيجارة مهرّبة وبائعها الضرير يتحسس نصف الدينار والعشرة الزائدة يفركها بأصبعيه.
    أصعد من جوقة قاع المدينة ووسطها العاشق للـ (سنترال والجامعة والبرج)...لآخذ نفساً عميقاً في ركوة عرب وصوتاً من مقاهي الشعر والقصيدة.
    أصعد وأطير حيث يطير حلم طفولتي والذاكرة التي لا تشيخ.
    يا للخمسين دقيقة يا "ميرميد" كم شرّعتِ نوافذ تطل على شيخوخة القلب والعمر في ربيع نشتاقه.
    --------------------------
    "ميرميد" عنوان قصة قصيرة للصديق ناصر الريماوي
    أمكنة
    أمكنة
    Admin


    عدد المساهمات : 285
    تاريخ التسجيل : 16/12/2010

    أنشودة على وتر " ميرميد" - نبض المكان / كتبها الشاعر عبد السلام عطاري Empty رد: أنشودة على وتر " ميرميد" - نبض المكان / كتبها الشاعر عبد السلام عطاري

    مُساهمة من طرف أمكنة 1/4/2011, 1:30 pm

    كل الأماكن لك صديقتي ناهد، مرحبا بك وبعبدالسلام عطاري الصديق الجميل

      الوقت/التاريخ الآن هو 12/5/2024, 7:41 pm