أمكنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أمكنة

مجلة ثقافية تُعنى بأدبيات المكان


    الصورة و المكان

    رائدة زقوت
    رائدة زقوت


    عدد المساهمات : 177
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    الصورة و المكان Empty الصورة و المكان

    مُساهمة من طرف رائدة زقوت 25/3/2011, 11:11 am

    اهتم النقاد والمفكرون بدراسة الصورة منذ أوائل هذا القرن أي منذ أن أمد التقدم التكنولوجي الصناعي هذه الوسيلة بأدواتها الفنية والصناعية؛ التي هيأت لها مرونة في التعبير والتدليل، وجاءت الرقمية لتزيد من هيمنة الصورة على حياتنا اليومية فأينما تدير وجهك تجد صورة أمامك بتعدد الوسائل التي يستعملها الفرد في حياته اليومية وطبع ظهور الصورة المطبوعة مرحلة جد مهمة في تاريخ البشرية حيث زالت الحواجز بين الطبقات المحضوضة وبين الشعب من جهة وبين المعرفة والجهل وبين الغنى والفقر من جهة أخرى، كما فقدت الصورة مظهرها المقدس وأصبحت مألوفة.
    لا تقدم الصورة نفسها بكونها استحضارا لواقع معين بل وضعها خيالا تعيشه الذات فالصورة لها قدرة على تمثيل المكان والحركة الزمان غير أنها ليست انعكاسا بسيطا للواقع بل تعيد إنتاج الفضاء المادي والواقعي بطريقة واقعية ولكن أيضا علي مستوي التشكيل الفني؛ تمكن من خلق وبناء فضاء تلفزيوني متخيل واصطناعي؛ محملا بأبعاد جمالية، فالمكان موجود ولكن عملية حمله بالأبعاد القيمية الجمالية هي التي نستهدفها من خلال هذه الدراسة؛ خاصة إذا علمنا أن الخطاب المرئي يستعمل كل شئ من اجل التأثير غلي المشاهد (المتلقي) والمكان احد هذه الأشياء وعليه تنطلق دراستنا هذه من السؤال المحوري التالي: ما هي الأبعاد القيمية الجمالية المكانية المجسدة في الخطاب المرئي ؟.

    - مفهوم القيمة:
    القيم جمع لكلمة قيمة وهي مشتقة من الفعل الثلاثي قوم وهو يأتي علي معاني متعددة، فالقيمة بالكسر تعني ثمن الشيء ،لأنه يقوم مقام الشيء ويقال ماله قيمة إذا لم يدم على الشيء وم يثبت ولذافإنه يعبر "بالايقام" عن الدوام نحو "عذاب مقيم"وأيضا "أن المتقين في مقام أمين"(1).
    والقائم بالدين أي المتمسك به الثابت عليه وقيم القوم الذي يقومهم ويسوس أمرهم(2)، أما إذا رجعنا إلى الفعل اللاتيني « Valeo » يعني "أنني قوي" وأنني أتمتع بصحة جيدة. ولعل اللفظ الفرنسي valeur ينفرد بأن إذا كان للشيء قيمة عندما يكون المرء متأهبا لأن يبذل في سبيل الحصول عليه نقدا أو غير نقد(3) و قيمة شيء من الأشياء تبدو وكأنها ثابتة بالإضافة إلى تكافئها مع قيمة شيء آخر، فالقيمة مثل أعلى ينبغي تحقيقه(4) وتري "مني كشك" أن القيم هي صورة المجتمع لأنها الضابط والمعيار الأساسي للسلوك الفردي والجماعي وتتضمن في صفوفه البناء القيمي الذي يعكس أهداف المجتمع وهي بذلك تعكس الأسلوب الذي يفكر به الأشخاص في ثقافة معينة وفي فترة زمنية محددة(5) وقد شكلت القيم أهم محاور الفلاسفة وقسموها إلى عدة مجالات قيم الحق، الخير، الجمال...الخ. واختلفوا في تعريفها فالقيم في الفكر المثالي تقوم على أساس الاعتقاد في وجود عالمين احدهما مادي والأخر معنوي، وأن الإنسان الكامل يستمد من عالم السماء قيمه، وهي مطلقة كاملة _خير-حق-جمال و بالتالي فهي قيم أزلية غير قابلة للتغير والزوال ويدرك الفرد هذه القيم من خلال تعامله مع الأشياء (6)أما الفلاسفة الواقعيين فيعتبرونها موجودة في عالمنا المادي وليست خيالا أو تصورا وأن لكل شيء له قيمة وأن الإنسان يستطيع أن يكتشف القيم باستخدام الأسلوب العلمي(7) أما البراغماتين فالقيم عندهم نسبية، حيث أنه لا توجد قوانين قيمية يفرضها واقع غير طبيعي فالقيم عندهم تقاس بنتيجتها(الصورة و المكان Cool أما النفسانيون فيعتبرون القيمة هي نزعتي وعاطفتي فكل قيمة إذن هي قيمة بالنسبة إلى شخص ما(9).
    ما يمكن قوله بعد هذا العرض أن القيمة هي توليفة معقدة جدا من الآراء والأفكار والاتجاهات تنشئ عن طريق الخبرة العلمية والانفعالية والتعليم يتخذ فيه الفرد معيار للقياس.
    1- القيم الجمالية للمكان في الخطاب المرئي :
    1-1-تعريف الجمال:
    يعرف (أفلاطون) الجمال على أنه "تجلي للحقيقة"(10) أما (سقراط) فيربطه بالخير ويقسمه إلى الجمال الظاهر والجمال الباطني والفن الجميل له وظيفة تخدم الحياة الإنسانية وبمعنى أدق الحياة الأخلاقية فالجميل هو ما يحقق النفع والفائدة أو الغاية الأخلاقية العليا(11)وكل تفسيرات أفلاطون للجمال؛ تنتهي إلى التوحيد بينه وبين المثال العقلي الذي يتجلى في التناسب والائتلاف الهندسي ويعرفه بأنه إنما يوجد في النظام والتناسب وفي كل ما يخضع للعد والقياس(12) أما (إمانويل كانط) فيعتبر الجمال"الكمال حين نحس به" وحكم الذوق عنده يرجع إلى الذات ووضع أربع لحظات تحدد الشروط الشكلية للحكم فاللحظة الأولى وفقا للكيف نحكم الذوق أو الجميل هو لكم مجرد من المنفعة فالجميل هو تأمل صرف واللحظة الثانية وفقا للكم، وهذا يعني ما يروق لنا بطريقة كلية وبلا تصور عقلي فيستلزم ذلك أن يكون كذلك قد راق للغير أما اللحظة الثالثة فهي؛ بحسب الجهة فالأعمال الفنية النموذجية تأخذ تفسيرا يجعل منها نماذج تحتذي في كل زمان ومكان واللحظة الرابعة فحكم الذوق حسب العلاقة بالغايات فالجمال يتعلق بغاية محددة(13)، أما (ادموند بيرك)؛ فالجمال عنده هو النظام والضالة والرقة والتنوع المفرح اختفاء القوة,التدرج بين الأشياء ونعومة المظهر ووضوح اللون براقا دون أن يكون خافتا(14)أما (هيغل) فيرى أن الجمال الفني هو اسمي من الجمال الطبيعي لأنه نتاج فكر(15).
    أما أبو حامد الغزالي فيرى أن الجمال ينقسم إلى قسمين إلى جمال الصورة الظاهرة المدركة بعين الرأس، وإلى جمال الصورة الباطنية المدركة بعين القلب ونور البصيرة(16)أما (ابن القيم الجوزية) فيرى أن الجمال الباطن هو المحبوب لذاته وهو؛ جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة وهذا الجمال الباطن يزيد الصورة الظاهرة وأن لم تكن ذات جمال(17)وهنا نلاحظ أن القيم الجمالبة تأخد بعدين؛ فالقيمة الأولي تتمثل في النظرة الغربية للجمال التي ترتكز على جمال الظاهر، أما القيمة الثانبة فهي تتجلي في الثقافة الإسلامبة و العربية التي تركز علي الجمال الباطن وجمال الروح.
    لكن مايمكن طرحه هنا من تساءل ما هي القيمة الجمالية المستعملة في الخطاب المرئي ؟
    1-2- جماليات المكان في الخطاب المرئي:
    إن الإحساس بالجمال و تقدير القيم الجمالية من العوامل التي تؤثر في كل فرد من حيث هما مقياس المفاضلة بين العوامل الخارجية كما أنهما دعامتان قويتان من دعامات سعادة الإنسان و شعوره بالبهجة واللذة وللجمال ميادين مختلفة إلا أن أكثر ما يشد انتباه المشاهدين من جماليات التلفزيون من خلال المكان، ولكن يختلف المشاهدون في تحديد معنى الجمال فهم يطلقونها على مظاهر كثيرة تختلف في طبيعتها و تكوينها فنقول الصورة التليفزيونية جميلة والديكور ومنشطة الحصة جميلة وهكذا ولقد أثبتت دراسة عن دور التلفزيون في تشكيل القيم الجمالية أن هناك تباينا لدى الشباب في إدراك الجماليات التلفزيونية الجمالية؛ فيميل الذكور مثلا إلى طريقة الكلام وطريقة تأدية العمل بينما تميل الإناث إلى الملابس الفاخرة والتزيين ويختلف الشباب في تحديد جماليات الألوان مثلا فهناك تباين بين الإناث والذكور وسكان المدينة والريف(18)فالذوق الجمالي يتغير من عصر إلى عصر بما يتلاءم مع تطور الأذواق و الاتجاهات الجمالية.
    أ- جمالية الصورة التلفزيونية:
    يمكن اعتبار الصورة كوحدة شكلية للمكان من حيث طريقة تصويره وزاوية التقاطه وجمالية الصورة تهتم بمدى توفيق المصور في استخدام اللقطات وأنواعها ومدى تناسبها وتجانسها، وأيضا زوايا التصوير وحركة الكاميرا.
    أ-1-جمالية الصورة.
    إن ما يظهر داخل هذا الإطار "الصورة" هو وحده الذي يري ومن ثم فإن فنان الفيلم مضطر أو لديه الفرصة ليختار من الأشياء ما يشاء في تصميمه والعكس من ذلك بحذف الأشياء غير الهامة وكذلك إدخال المفاجآت بطريقة مباغتة في الصورة فاللقطة عنصر أساسي في إبراز جمالية المكان، وما على المشاهد إلا رؤية طريقة ملء الصورة(19)وتعتبر مسألة حجم الصورة ونسبتها من أهم المسائل في التصوير فالقطة الكبيرة لا تقتصر على مساعدة الفنان في أن يعطي تكبيرا للشيء الذي قد لا يتضح باعتباره مجرد جزء تفضيلي في اللقطة العامة بل إنها تلتقط ملامح مميزة عن الشكل ككل.
    تكمن جمالية الصورة في أنها تظهر الشيء من وجهة نظر خاصة وبأكثر الطرق تميزا وأيضا التصوير من جهة غير مألوفة للمتفرج إضافة إلى أن الأشياء غير الهامة تخفى كلها أو جزء منها ومن ثم تأكيد الأشياء الهامة(20)وهذا ما يسمى بزاوية التصوير فهذا التحديد نفسه يتيح الفرصة الفنية لجعل الحدث الخاص الجاري تصويره يؤدي فكرة معينة باعتبارها وصفا سيكولوجيا للطريقة التي صور بها المنظر إن اختيار الزاوية تجعل المتفرج ينتهي إلى رؤية الشيء المألوف وكأنه شيء غير مألوف، فإذا أحسن اختيار الزاوية فانه سيزيد اهتمام المتفرج(21)والمخرج لا يوجه الاهتمام إلى المزايا الشكلية للشيء نفسه فحسب بل كذلك إلى صفاته الشكلية وهذا ما يأتي عن طريق حسن اختيار حجم اللقطة فاللقطة التلفزيونية لابد أن يكون لها حجم يتحدد هذا الحجم وفق الخيال، الجمالية، الوظيفية هذه الجمالية تبرز من خلال عرض الكل أو الجزء جعل الأشياء صغيرة أو كبيرة إبراز أجزاء معينة من الجسم زيادة أو نقصان الحجم.
    الجمالية الأخرى التي تصاحب الصورة هي الحركة فالحركة المتقطعة في الكاميرا وفي جهاز العرض لهما تأثير على الإيقاع الجمالي للصورة وتكون بفعل العوامل التالية:
    أ-حركة الأشياء الحية الساكنة بالكاميرا.
    ب-تأثير عمق المنظر وتأثير بعد الكاميرا عن الشيء(22).
    ج-تأثير عمق الكاميرا المتحركة خاصة التي تكون فوق الرافعة والتي تتحرك من الأعلى إلى الأسفل ثم من الأسفل إلى الأعلى فتبرز جمالية الحركة(23).
    إذن عملية نجاح التقاط الصورة تكمن في توفير الجمالية والوظيفية فالاثنان يشكلان الأساس لالتقاط الصورة وعلى ضوء ذلك تكمن أمور عديدة في تحقيق الجمالية أو الوظيفية للقطة ترتبط فيه جملة من العوامل الأساسية التي تدخل في صميم إنجاح الصورة كالعناصر الخاصة بالوظيفية التي هي أساس لأي ملتقط أو كالعناصر الخاصة بالجمالية والتي تحقق جمالية للصورة حسب المعايير المتبعة أو المتفق عليها في خلق التأثير عند المتلقي كتنظيم حركة الممثلين وتوزيع مكونات الصورة من أحجام وكتل وأشكال وألوان، أو تنظيم آلية الالتقاط التي يمكن أن تضفي طابعا جماليا للصورة بحكم المتغيرات التي تحققها في الالتقاط فالتصوير الجمالي ليس مجرد تقليد بل هو إبراز إحساس معين أحس به المصور ويريد أن يبرزه كخصائص ذاتية هي التي يمكن أن نطلق عليها جوهر الموضوع أو الروح الجوهرية الجمالية في الشيء.
    ب- جمالية المكان.
    قبل أن نخوض في جماليات المكان أود أن أوضح الفرق بين الجمال الطبيعي والجمال الفني، فالنظرة الواحدة لصورة طبيعية أو فنية قد تثير إعجابنا وقد تثير شعورا مضادا في لحظة أخرى فإذن الجمال ليس منفصلا عن شعورنا وإدراكنا وإذا كان الجمال الطبيعي من صنع الخالق تعالى فإن المكان الفني فيه لمسة من المخلوق يحاول إعطاء أبعاد جمالية و فنية أكثر.
    1- ارتباط المكان بالزمان :
    في الحياة الواقعية يكون هناك استمرار في الزمان والمكان أما في الفيلم فالزمان والمكان يفقدان ميزة الاستمرار، فالفترة الزمنية التي يجري تصويرها يمكن أن تقطع في أي لحظة و قد يعقب المنظر على الفور منظرا آخر في وقت مختلف تماما و هنا تبرز جمالية التغير المكاني والزماني فلا شيء ثابت (24)وهي على خلاف العالم الواقعي الذي نحسه فحجم المساحة لأي مكان في واقع الحياة يكون دائما نفسه ولا يمكن أن نغير الميل ونجعله مترا أو أكبر أو أقل وهذا يتفق مع جميع المقاسات وهي الطول و العرض والارتفاع والزمان أيضا في الواقع لا يمكن أن نغيره فالساعة تكون دائما تكون ستين دقيقة، ولا يمكن جعلها أطول أو أقصر, هذه التقديرات ثابتة وغير قابلة للتغير، تظهر في الحيات الواقعية فقط النسبية، فالدقيقة تكون أطول نسبيا لشخص يعاني توترا، يحس بالدقيقة كدهر من الزمن بينما يمر الوقت سريعا فقط بالنسبة لإنسان سعيد .
    هذه القواعد فد تتلاءم مع المشاهد المسرحية ولكنها علي النقيض من ذلك لا تتناسب مع الخطاب المرئي لأن الفيلم له قواعده الخاصة بالزمان والمكان وهنا تبرز الجمالية؛ ففي الفيلم يمكن أن تصبح الدقيقة أكثر أو اقل من ستين ثانية وقد يصبح المتر أكبر أو أقل مما هو في الواقع فالمقياس والأبعاد العادية لا تتحكم في الفن السينمائي بل يمكن بسهولة المد في الزمان والمكان والإيجاز أيضا، وهو ليس من قبيل الخدع و التحايل السينمائي وإنما هو على العكس من ذلك من وظائف الفيلم الطبيعية(25)فالامتداد الزماني يقع لتقوية اللحظات المهمة لا لمجرد الإطالة والإسهاب وكل لحظة غير مهمة أو غير مفيدة يجب أن تحذف، ويستطيع المخرج أن يخلق تأثيرات عميقة وفعالة على المشاهد بواسطة الاستعمال الصحيح لهذه الأساليب الفنية الجمالية، أما عن الارتباطات الزمانية المكانية فتكمن في أنه إذا قمنا بمد الزمان فأننا نقوم أيضا بتوسيع المكان وعندما نوجز الزمن نختصر أيضا المكان ولكن تقتضي تتابع الحوادث المنفصلة في المناظر المفردة تتابعا مناسبا في الزمن، وإذا أريد إبداء سياقين من الأحداث على أنهما حدثا في وقت واحد فانه يمكن ببساطة عرضهما واحدا بعد الآخر ولكن يجب أن يكون واضحا من المضمون في هذه الحالة حدوثهما في وقت واحد.
    2- جمالية المونتاج:
    يربط المونتاج المواقف الواقعة في نفس الوقت وهو يجعل الأشياء جنبا إلى جنب دون أن تكون هناك صلة في الزمان والمكان الواقعين على الإطلاق، وهذا يؤدي إلى وهم جزئي وجمالية فنية من حيث تأثير الحدث الفعلي وتأثير الصورة فيشعر المشاهد أن سياق المشاهد المختلفة من حيث الزمان والمكان لا يتم بطريقة تعسفية فالشخص ينظر إليها بهدوء كأنه ينظر إلى مجموعة من الصور العادية؛ فإننا لا ننزعج إطلاقا حين نجد أماكن مختلفة ولحظات مختلفة من الزمن مسجلة في مثل هذه الصور والقيمة الجمالية لاختزال المكان والزمان عن طريق المونتاج أثارت بعض المواقف لذلك حدد يودفكين خمسة5 مناهج للمونتاج :
    1-التناقض:إذا ارددنا تصوير حالة البؤس التي يقاسيها رجل يتضرع من الجوع يمكن أبرازها أكثر عمقا إذا قورنت بشخص مفرد في الإقبال على الطعام.
    2-التوازي:يعرض نوعان مختلفان من الأحداث متداخلان مع بعضهما بواسطة لقطات مفردة من كل منهما .
    3- التماثل : يضرب العمال بالرصاص فيسقطون موتى ثم ننتقل إلى منظر ذبح الثور.
    4- الترابط:حدثان متوازيان يرتبطان ببعضهما إلى بعض لأنهما يحدثان في وقت واحد.
    5-الفكرة المرددة: تكرار مشهد معين عدة مرات و بنفس الشكل(26).
    أما تيمو شنكو فينتقد بودوفكين ويشترط خمسة عشر مبدءا 1- تغير المكان- 2- تغير وضع الكاميرا- 3- تغير بعد الصورة -4- تأكيد التفاصيل الجزئية-5- المونتاج التحليلي -6 العودة إلى الماضي- 7 توقع المستقبل- 8 الأحداث المتوازية- 9 التناقض- 10- الترابط- 11- التركيز- 12 التكبير- 13 مونتاج التمثيل الفردي- 14-التكرار - 15 -التتابع السريع لمشاهد متغيرة (2) .
    3-جمالية الأشياء و الأشكال:
    تظهر جمالية الأشياء في ترتيبها في حيز الشاشة وخلق الإحساس بثلاثية البعد وهذه الأشياء يحركها عقل المخرج و إدراكه وإحساسه؛ فيضيف لهذه الأمكنة معنى وتعبيرا جميلا بلغته السينمائية (3) فيرتبط البعد الجمالي للأشياء والأشكال بالخطوط المستقيمة والدوائر والمسطحات والأحجام المكونة منها بواسطة المساطر والزوايا، فاللذة المستمدة منها لا تتوقف على الرغبات أو الحاجات فالجمال في الأشياء المحسوسة المنظورة يوجد حيث يوجد التناسب بين الأجزاء فلا يوجد جمال في الشيء البسيط بل في المركب ذو التناسب والمقياس ولا يوجد في الجزء بل في الكل فالأجزاء لا تكون جميلة إلا بقدر مساهمتها في بعث الجمال في الكل غير أنه يترتب على هذا أن تكون أجزاء الشيء جميلة إذ لا يمكن أن يكون الكل جميلا مركبا من أجزاء قبيحة (27)ويرى المختصون في علم الجمال أن هناك ثلاثة عناصر ترتبط بالفنان* لا بد أن تدخل في تكوين العمل الفني هي: المادة ,الموضوع، والتعبير، فقوام البناء المكاني هي: المواد والأشياء والأجسام الموجودة في المكان بألوانها و إضاءتها(28)، فمصمم الديكور يعطي للأشياء و الأشكال نمطا تعبيريا خاصا في وجود مؤثرات بصرية وهكذا تصبح لها دلالة ومعنى ووظيفة جمالية.
    4- جمالية الشخصيات:
    في البداية قد يتساءل أي قارئ لهذا المقال عن العلاقة التي تربط بين المكان والشخصيات؛ وهنا لابد أن أوضح علي أن المكان في الخطاب المرئي يكون أصم، وإنما فضاء حي تتفاعل فيه الشخصيات وتتطور.
    ترتبط جمالية الشخصيات ارتباطا وثيقا بكل ما يمد بصلة إليها فجمالية الشخصيات تنبع من طريقة استعمال اللغة، وطريقة استخدام الوجه والملامح وطريقة الجلوس جمالية اللباس خاصة اللباس ذو الأبعاد الثقافية فهي الصور التي ترغمنا على تذكر ماضينا الأكثر بعدا وكلما كانت أكثر بساطة كلما جذبت المشاهد(29).
    ولقد تبين في بحث ميداني أن للتلفزيون الجزائري دورا ايجابيا في تشكيل القيم الجمالية، إذ تشكل الحصص الثقافية والفنية، والومضات الإشهارية قيمة الجميل لدي الشباب المبحوث كما أكدوا على جمالية الشخصية، فالذكور يميلون كثيرا إلى طريقة الكلام، وطريقة تأدية العمل التلفزيوني ثم الرشاقة، والتزيين والملابس الفاخرة أما الإناث فيملن في الدرجة الأولى إلي الرشاقة وطريقة تأدية العمل ثم طريقة الكلام ويميل المشاهد الجزائري إلى الشخصيات الجزائرية المعروفة سواء الرياضية من لاعبين أو منشطي الحصص و الممثلين الفاكهيين(30).
    5- جمالية الألوان و الإضاءة:
    أ- جمالية الألوان:
    تعتبر الألوان ذات أهمية بالغة في الومضات الاشهارية حيث تساهم بكيفية فعالة في إبلاغ الرسالة الاشهارية بشاعرية لجذب انتباه المشاهد وخلق جو وجداني وانفعالي، وتكمن جمالية الألوان في حسن استخدامها؛ فيمكن خلق الجمالية عن طريق تباين الألوان وهو التضاد، فالأبيض هو نقيض الأسود ويلعب التباين دورا كبيرا في تغير مساحة أو حجم الأشكال وإبرازه، وأيضا شاعرية التوافق بين الألوان حيث هو عبارة عن اتحاد موفق للألوان ينشأ عن طريق خاصية المصاهرة والتقارب الموجود بين الألوان و اتحاداتها البصرية فإذا ما استخدمت الألوان الدافئة معا تعطي توافقا لونيا ونفس الحال إذا ما استخدمت الألوان الباردة معا(31).
    لهذا اهتم مصممو الإشهارات بعلاقات الألوان حيث إذا ما استخدمت كما يجب كانت النتيجة سارة للعين، وقد أكدت عدة مجلات في أوربا وأمريكا أن نسبة الجماهير التي تجذبها الصور الإعلانية الملونة تزيد بنسبة 95 بالمائة عن عدد القراء الذين تستهويهم نفس هذه الصور لو كانت غير ملونة .
    تبرز أيضا جمالية الألوان في تجسيد البعد السوسيوثقافي، فالمجتمع الجزائري بأبعاده الإسلامية والعربية والأمازيغية يميل إلى اللون الأبيض والأخضر والأحمر كما اثبت الباحث سمير لعرج في دراسته حيث أكدت على العينة المدروسة على ارتباط الذكور والإناث بالألوان المذكورة آنفا(32) فلكل شعب مزاجه اللوني الخاص به هذا المزاج نتيجة مباشرة لعوامل طبيعية وبيئية فاللون يثير في النفس مشاعر خاصة، ويؤثر في النفس تأثيرات معينة تختلف من إنسان إلى أخر فلكل لون صداه الخاص في نفس الإنسان.
    ب- جمالية الإضاءة:
    تستعصي عملية التصوير ما لم تكن هناك إضاءة, فالإضاءة هي التي تجسم الأشياء لخلق الإحساس بها حيث أن أي جسم مهما بلغ حجمه أو شكله لا يمكن أن يكون له إحساس بصري ما لم تكن هناك إضاءة مسلطة عليه، وهذه الإضاءة ليست بالضرورة أن تكون اصطناعية فالإضاءة لها دور مهم في خلق الجو العام أي الحالة المزاجية والتأثير النفسي الذي يجب أن تخلقه الصورة عند المشاهد من جمالية ويحرك خيال المشاهدين والممثلين، فينحت أشكال الأشياء ويحركها ويزيد من فائض ثراءها الدلالي ويحول الأشياء إلى رموز والإضاءة ملازمة لعملية التصوير وهي تقوم بالتغير في المظاهر الخارجية للأشياء وهذا هو مفتاح وظيفتها الشعرية و تكمن في ثلاثة دعائم؛ الكمية: فكمية الضوء لها تأثير جمالي على حسب الحاجة وحسن تقدير المخرج، اللون: فالأضواء تختلف ألوانها ومصادرها وإسقاطاتها والتوزيع: و هو كيفية توزيع الإضاءة على مناطق التمثيل توزيعا سليما .
    6- جمالية الصمت:
    للصمت قيمة جمالية كبيرة أن أحسن استخدامه وتوظيفه دراميا أي أن الصمت يعتبر قوة ايجابية فالصمت يجعل الصورة تعبر عن نفسها من خلال البعد المكاني ولغة الأشياء، وأيضا المحددات المكانية المتمثلة في الضوء واللون فهي تجعل المشاهد يفسر المشاهد كما يريد وهذا ما يزيد الخطاب المرئي شاعرية وجمالية.
    حاولنا من خلال هذا العرض إبراز أهم الإمكانيات الجمالية للمكان في الخطاب المرئي للذكر فقط وليس على سبيل الحصر واقتصرنا على هذه العناصر لأنها تهمنا أكثر في دراستنا فهناك جماليات تتعلق بالصوت والموسيقى تمثل جانبا هاما من الجماليات ولكننا حاولنا هذه الجماليات من خلال ثنائية الصورة و المكان.

    أحمد بوخاري*

      الوقت/التاريخ الآن هو 10/5/2024, 9:24 am