فوق القمة العالية، كنا نرقب الطريق البعيدة، أنوار الطريق تلتف حول الأفق الغامض، كسبحة مشغولة بالخرز المضيء، وتحت قاسيون كانت الشام، تسبح في عتمة الليل الحقيقي، كنا هناك نرتب آخر الغيمات فوق أرفف المدينة، أعدتّها لكل الفصول الباكية، أفزعتنا أسطورة الأفق الغامض، فرحنا نرتل الأسماء كما نعرفها، كأنها لم تغادر مع أول الليل، أوكما بدت لنا خلف أستارها الثقيلة، هناك الجامع الأموي، سوق الحميدية، أبورمانه...ثم تغرق العينان في شرود يمهد لذكرى دامعة...لتشير: وتلك طريق المطار... أكدتْ في حزم، ألا ترى؟ تلك أعمدة الإنارة، تطل تارة وتختفي تارة أخرى، وهي تخترق الحقول، ثم يلتف كسبحة مشغولة بالخرز المضيء! أهوى المناكفة... عندما يتعلق الأمر بعيني إمرأة... لا أعتقد عزيزتي تلك بضعة نجوم ترامت على حدود المدى... وقبل ان يحتدم النقاش، ترنو لهدف آخر، تصوب نحو الأفق الرحب، يطوق المدينة، لندخل الليل عبر متاهة جديدة.
أعيانا الوقوف، فأستاذنتْ لنا صخرة فوق المنحدر،... هل نجلس؟ كما تشائي، لكن لم يبقَ وقت بيننا وبين المدينة، سوى طلعه الفجر، ثم ننحدر معاً، برفقة الصباح... فكوني على حذر. عند اول الطريق، حنت رأسها جانباً، فوق جدار يخترق الجبل، يطل على مساحة أكبر لنشر الحزن، على حبل الذكريات الهزيل، رأيتُ دمعة تلمع مع غبش الصبح حين كنا على وشك الإنحدار، مسحتْها بصمت يليق بهيبة المكان، ثم إستدارتْ، أمسكت بالطريق كسبحة مجدولة حول عنق مسافر، برفق وخشوع كانت تنظم عقداً آخر، إبتسمت لي بصمت، حررت طيفاً تلبد حول العنق، فأنفرط العقد، وتناثرت خرزاته المضيئة فوق صباح المدينة... فأفترقنا.
أعيانا الوقوف، فأستاذنتْ لنا صخرة فوق المنحدر،... هل نجلس؟ كما تشائي، لكن لم يبقَ وقت بيننا وبين المدينة، سوى طلعه الفجر، ثم ننحدر معاً، برفقة الصباح... فكوني على حذر. عند اول الطريق، حنت رأسها جانباً، فوق جدار يخترق الجبل، يطل على مساحة أكبر لنشر الحزن، على حبل الذكريات الهزيل، رأيتُ دمعة تلمع مع غبش الصبح حين كنا على وشك الإنحدار، مسحتْها بصمت يليق بهيبة المكان، ثم إستدارتْ، أمسكت بالطريق كسبحة مجدولة حول عنق مسافر، برفق وخشوع كانت تنظم عقداً آخر، إبتسمت لي بصمت، حررت طيفاً تلبد حول العنق، فأنفرط العقد، وتناثرت خرزاته المضيئة فوق صباح المدينة... فأفترقنا.