تقديري استاذ جلال أرجو أن تتوافق الخاطرة المرفقة مع توجهات الموقع:
قلت لي بأني سأجدك هناك، حتى بعد رحيلك، هل كنتَ تساير طبعي النزق، أنا أجلس بين الصور المعلقة على جدرانه منذ يومين وحيدة، ولا أظفر إلآ بالعيون تطالعني في ريب وشفقة، أطلب قدحين من القهوة وكأنني بهذا أجسد إنكساراتك القديمة في مسرح المكان، يقترب النادل الشاب يرفع القدح المملوء البارد وهو يهمس: لم يأتِ يا آنسة ...للمرة الثانية؟ أبادره بنظرة ...أظنها غير لطيفة، ليفر من أمامي معتذراً ببضع كلمات غير مفهومة، بعض الوجوه مألوفة رأيتها على الفيسبوك نافذتي الوحيدة على دنياك، لكنها لا تعرفني، هل تعرف أصحابها يا ترى؟ ربما
قبل أن يوغل الليل بعتمته، امضي ماشية في الشارع ذاته، نحو الناصية إلى ذلك الركن المضاء، معجنات رأس بيروت، إذن من هذا المكان جلبتَ العشاء الأخير، ترى أين وقفتْ، وإلى أي شيء نظرت، بم كنتَ تفكر وانت تنتظر، ينتزعني موظف الكاشير من تأملاتي حين يسأل: هل انتِ لبنانية؟ أحملق فيه باستغراب فأتذكر الوصايا بضرورة أن أبدو لطيفة، فأبتسم في رصانة": لم ...وهل أبدو كذلك؟ يرتد خلف صندوقه في حياء: ما طلبك يا آنسة؟ أرد بانفعال: سبيسيال أيوب...سبيسيال يا رب تنجينا...، يداري ابتسامة لطيفة وهو يردد: "تيك أوي" بلا شك؟
هل كنتُ أبدو كبنات الليل في تلك اللحظة؟ يا للهول فاتني ذلك وأنا ابحث عنك، هل انا ساذجة أم بريئة لأكون بمفردي في ذلك الشارع في مثل ذلك الوقت، هل كان بعضاً من جنوني؟ بل كان تتويجاً له ...أمضي بالسيارة بسرعة هائلة ...أتذكر الوصايا، فأخفف من سرعتي، على حساب دقات قلبي، انظمة المرور تشبه التسليم بناموس الغياب والرحيل والفراق، ابحث عن احد من العائلة كي يقاسمني المعجنات، فلا اجد سواك، هل انتظر للسحور؟ هل افعل ذلك كل يوم فأبدو كبنات الليل في ذلك الشارع وفي ركوة عرب؟
قلت لي بأني سأجدك هناك، حتى بعد رحيلك، هل كنتَ تساير طبعي النزق، أنا أجلس بين الصور المعلقة على جدرانه منذ يومين وحيدة، ولا أظفر إلآ بالعيون تطالعني في ريب وشفقة، أطلب قدحين من القهوة وكأنني بهذا أجسد إنكساراتك القديمة في مسرح المكان، يقترب النادل الشاب يرفع القدح المملوء البارد وهو يهمس: لم يأتِ يا آنسة ...للمرة الثانية؟ أبادره بنظرة ...أظنها غير لطيفة، ليفر من أمامي معتذراً ببضع كلمات غير مفهومة، بعض الوجوه مألوفة رأيتها على الفيسبوك نافذتي الوحيدة على دنياك، لكنها لا تعرفني، هل تعرف أصحابها يا ترى؟ ربما
قبل أن يوغل الليل بعتمته، امضي ماشية في الشارع ذاته، نحو الناصية إلى ذلك الركن المضاء، معجنات رأس بيروت، إذن من هذا المكان جلبتَ العشاء الأخير، ترى أين وقفتْ، وإلى أي شيء نظرت، بم كنتَ تفكر وانت تنتظر، ينتزعني موظف الكاشير من تأملاتي حين يسأل: هل انتِ لبنانية؟ أحملق فيه باستغراب فأتذكر الوصايا بضرورة أن أبدو لطيفة، فأبتسم في رصانة": لم ...وهل أبدو كذلك؟ يرتد خلف صندوقه في حياء: ما طلبك يا آنسة؟ أرد بانفعال: سبيسيال أيوب...سبيسيال يا رب تنجينا...، يداري ابتسامة لطيفة وهو يردد: "تيك أوي" بلا شك؟
هل كنتُ أبدو كبنات الليل في تلك اللحظة؟ يا للهول فاتني ذلك وأنا ابحث عنك، هل انا ساذجة أم بريئة لأكون بمفردي في ذلك الشارع في مثل ذلك الوقت، هل كان بعضاً من جنوني؟ بل كان تتويجاً له ...أمضي بالسيارة بسرعة هائلة ...أتذكر الوصايا، فأخفف من سرعتي، على حساب دقات قلبي، انظمة المرور تشبه التسليم بناموس الغياب والرحيل والفراق، ابحث عن احد من العائلة كي يقاسمني المعجنات، فلا اجد سواك، هل انتظر للسحور؟ هل افعل ذلك كل يوم فأبدو كبنات الليل في ذلك الشارع وفي ركوة عرب؟