أمكنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أمكنة

مجلة ثقافية تُعنى بأدبيات المكان


3 مشترك

    اليانصيب ...... رواية

    راوية رياض الصمادي
    راوية رياض الصمادي


    عدد المساهمات : 41
    تاريخ التسجيل : 18/03/2011
    العمر : 48
    الموقع : الأردن - عمان

    اليانصيب ...... رواية  Empty اليانصيب ...... رواية

    مُساهمة من طرف راوية رياض الصمادي 18/3/2011, 12:16 pm

    - 1 -
    أَسْتَغْفِرُ الْلَّهَ، مَا كَانَ لِيَ أَنْ أَسْمَحْ لِهَذِهِ الْأَفْكَارِ الْمَحْمُوْمَةَ بِأَنَّ تَغْزُوْ رَأْسِيٌّ الْمُثَقَّلِ بِالْهُمُوْمِ، فَكَيْفَ أَتُوْقُ لِأَنَّ أَكُوْنَ غَنِيّا "وَلَمْ يَزَلْ عَلَىَ الْأَرْضِ فَقِيْرا"، وَلَكِنَّ كَيْفَ يَكُوْنُ غَيْرِيّ غَنِيٌّ وَأَنَّا فَقِيْرٌ، دَوَّامَةِ وَأَعَاصِيْرَ أَتَخَبَّطَ فِيْ تَيَّارَاتِهِا لَا أَعْرِفُ إِلَىَ أَيْنَ الْمَصِيْرُ، هَذِهِ الْلُّعَبِ، هَذِهِ المَلَابِسِ ، لِمَاذَا لَا أَسْتَطِيْعُ شِرَائِهَا؟ لِمَاذَا لَا يَسْتَمْتِعُ بِهَا أَطْفَالِيَ ؟ أَسْتَغْفِرُ الْلَّهَ الْعَظِيْمَ .

    وَيَنْظُرُ إِلَىَ صُوْرَتِهِ المُنْعَكِّسِهُ عَلَىَ زُجَاجٍ مُعَرَّضٌ الْهَدَايَا وَيُحْمَلِقُ فِيْ نَفْسِهِ ثُمَّ يَتَنَهَّدُ وَيُصْلِحُ وُضِعَ رَبْطَةٌ عُنُقِهِ ، هَذِهِ الْرَّبْطَةَ الَّتِيْ تُطَوِّقُ رَقَبَتِهِ لَا بُدَّ وَأَنْ زَوْجَتِهِ الْسَّاذَجَةِ قَدْ اسْتَعْمَلَتْهَا كَحَبْلٍ لِنَشْرِ المَلَابِسِ أَوْ رُبَّمَا جُرِزَتِ بِهَا ضَمّةً مُلُوْخِيَّةُ وَيَتَأَكَّدُ مِنْ أَنْ شَعْرِهِ الْأَجْعَدِ مَا زَالَ عَلَىَ تَسْرِيحَتِهُ الْرَّبَّانِيَّةِ، هَكَذَا كُلُّ شَعْرَةٍ تُسَبِّحُ فِيْ مَدَارٍ خَاصٌّ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ مُجَسَّمٌ مُصَغَّرٌ لِلْفُلْكِ الْكَوْنِيُّ،. مُتَوَسِّطُ الْقَامَةِ، سْمَرَ الْبَشَرَةِ ، كَثُّ الْشَّوَارِبَ، يُرْتَدَى دَائِمَا "بَدِّلْهُ، وَلَيْسَ مَنْ الْصَّعْبِ عَلَىَ كُلِّ يُشَاهِدُهُ، أَنَّ يُمَيِّزُ أَنِ هَذِهِ البْدِلَّهُ هِيَ هِبَةُ شَخْصٍ سَمِيْنٍ طَوِيْلٌ لِهَذَا الْشَّقِيُّ يَنْظُرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً وَتَمُرُّ أَمَامَهُ حُلْوَةٌ رَشِيْقَهُ فَيُحَمْلّقَ فِيْهَا ثُمَّ يَغُضُّ بِبَصَرِهِ إِلَىَ الْأَرْضِ وَيَقُوْلُ أَسْتَغْفِرُ الْلَّهَ ، أَسْتَغْفِرُ الْلَّهَ.

    وَيَتَفَقَّدُ جُيُوْبِهِ بِطَرِيْقِهِ عَصَبِيَّهْ وَيَدْخُلُ يَدَيْهِ فِيْ أُحْدَى جُيُوْبِهِ وَقَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَىَ الْنُّوْرِ تَنْفَرِجُ بِسْمِهِ عَلَىَ شَفَتَيْهِ وَكَأَنَّهُ وُجِدَ غَايَتُهُ وَتُخْرِجُ خَضْرَاءَ بَيْنَ اصَابِعِهِ ويَتفَحْصُهَا وتَتسمَّرِ عَيْنَاهُ عَلَيْهَا، يَا لَكَ مِنْ دِيْنَارٍ، طَيِّبٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْمَدِيرَ لَقَدْ تَحَسَّنَتْ بِهَا بِالْوَقْتِ الْمُنَاسِبِ، فَغَدَا "مَوْعِدُ الْرِاتِبِ وَلَا أَمْلِكُ الْيَوْمَ وَلَا فَلْسٍ، تْوَقِيَتْ مُنَاسِبٌ، حَقّا "انَّكَ بَرِئَ وَدِيْعٌ ايُّهَا الْمَدِيرَ (خُذْ يَا حَسَنَ هَذَا الْدِّيْنَارَ لِلكَتَاكَيتُ) نَعَمْ مَنْ هَمَّ الْكَتَاكِيْتُ يَا بَيْكْ (أَوْلَادِكَ يَا حَسَنَ)، آَهٍ فَهِمْتَ بِسِمَيهُم كَتَاكِيْتُ، أَلَا تَعْلَمُ أَنَّهُمْ وَبِالرَّغْمِ مِنْ أَنَ أَكْبَرُ الْأَرْبَعَةِ هُوَ فِيْ الْرَّابِعَهْ وَأَصْغَرُهُمْ أَقُلْ مِنْ سِنِّهِ، وَلَكِنَّ بَشَرَتِهِمْ أَقْسَىْ مِنْ بَشَرَةِ حَرَّاثِ، وَعَضَلَاتِهُمْ اعُنّفَ مِنْ عَضُلاتِ مُحَمَّدٍ عَلِيّ كُلِّاى، كَتَاكِيْتُ أَنَّهُمْ كَلَحْمِ الْدَّجَاجَ الْبَيَاضَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْضَجَ وَلَكِنَّ عَلَىَ رَأْىٍ الْمَدِيرَ سَأَشْتَرِىَ بِكَ أَيُّهَا الْدِّيْنَارِ شَيْئا لِلكَتَاكَيتُ وَيَعْتَدِلُ فِيْ وَقَفْتُهُ وَيَتَمَرَّدُ فِيْ مِشْيَتِهِ وَيَتَّجِهُ إِلَىَ الْسُّوْقِ وَكَأَنَّهُ الْقَائِدُ الْمِغْوَارِ يَدْخُلُ الْمَدِينَهْ بَعْدَ أَنْ تَزِيْدَ بِالْسِّلاحِ يُحَارَبَّ بِهِ اسْوَاقَهَا، لَا بَأْسَ أَنَّهُ طَعْمَ الْنْصَرِ وَاحِدٌ أَوْ لَعَلَّ الَّفَرْحَهْ هِيَ وَاحِدَهْ مُهِمَّا اخْتَلَفَتْ الْمُنَاسَبَاتْ، وَيَقْتَحِمُ الْسُّوْقِ، وَفَجْأَهْ يَتَسَمَّرُ فِيْ مَكَانِهِ وَتَذْهَبَ عَيْنَاهُ فِيْ جَوْلَةٍ عَلَىَ تِلْكَ الْقِطَعِ الْخَشَبِيَّهْ الْسَّوْدَاءِ الْمَغُروَزّهُ فِيْ أَكْوَامِ الْخُضَارِ وَالْفَوَاكِهِ وَقَدْ زُيِنَتْ بِالْطَّبْشُورِ الْأَبْيَضُ لِتَظْهَرَ أَرْقَاما "تَجْعَلْ مِنْ صَاحِبِنَا مَذْهُولَا"وَتَتَغَيَّرُ مَلَامِحِ وَجْهِهِ وَتَذُوْبُ نَشْوَةُ الْنَّصْرُ وَالْفَرَحُ فِيْ عَالَمِ الْأَصْوَاتِ الْمُنَادِيْهُ، بِأَرْبَعِيْنَ البَنْدَورِهُ، بِسِتِّينَ الْتُفَاحَ، وَيُخْرِجُ الْدِّيْنَارِ بَيْنَ أَصَابِعَهُ مِنْ جَدِيْدٍ، وَيُصَوِّبُهُ تُجَاهَ سَّحَاحْيّرِ الْخُضَارِ وَالْفَوَاكِهِ وَكَأَنَّهُ يُصَوِّبُ بُنْدُقِيَّةُ تُجَاهَ رَّفَ مِنَ الْطُّيُوْرِ وَقَدْ أَحْتَارُ أَيّا مِنْهَا يَصِيْدُ فَهِيَ طَلْقَةٌ وَاحِدَهْ وَهُوَ يُرِيْدُ كُلُّ الْطُّيُوْرِ وَهَذَا مُسْتَحِيْلٌ، عَلَىَ الْأَقَلِّ طَيْرا وَاحِدَا وَلَكِنْ يَكُوْنُ سَمِيْنٍ لِيُشَيِّعُ الْكَتَاكِيْتُ، وِّيْحْتَارْ صَاحِبُنْا وَتَزْدَادُ خَيْبَةَ أَمَلُهُ وَتَعُوْدُ عَيْنَاهُ لِلِتُبحِلّقَ وَالْتَّحَجُّرِ وَيرَتَكِيّ بِجِسْمِهِ الْمُثَقَّلِ عَلَىَ احْدَى الْزَّوَايَا وَيَتَدَلَّى رَأْسِهِ وَكَأَنَّهُ فَقَدْ الْسَيْطَرَةَ عَلَيْهِ وَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ وَإِذَا بِطِفْلٍ يَصِيْحَ يَا نَصِيْبٌ بَعْدَ يَوْمَيْنِ لِلْسَحْبِ يَا نَصِيْبٌ .


    2
    وَيَقْتَرِب الْطِّفْل أَكْثَر وَأَكْثَر مِن صَاحِبِنَا وَيَجْلِب انْتِبَاهَه وَيُصْبِح يَانَصِيْب آَخَر وَرَقَه، وَبَعْد يَوْمَيْن لِلْسَحْب، أَنْت أَيُّهَا الْصَّغِيْر تُرِيْد أَن تُوَزَّع الْيَانَصِيْب عَلَى أَمْثَالِي، هَل نَصِيْبِنَا مُخَبَّأ بَيْن يَدَيْك، وَعَلَى يَدَيْك سَتُقَدَّم لَنَا طِبْقَا "شَهِيّا"، يَا لِسُخْرِيَة الْقَدَر، وَلَكِن أَلْسِّت أَنْت أَيْضا "كَّتْكُوت، هَكَذَا قَال الْمُدِيْر"، وَلَا يُبَالِي بِائِع الْيَانَصِيْب بِنَظَرَات صَاحِبُنْا الْسَّاخِرَه الْشَارِدَة وَيَقُوْل "بِنِصْف دِيْنَار تَرْبَح خَمْسَة آَلِاف دِيْنَار"، نَعَم خَمْسَة آَلِاف، إِنَّنِي ضِقْت ذَرْعَا "بِهَذَا الْدِّيْنَار كَيْف لَا وَهُو هَبْه"، بْبَّلاش فَكَيْف أَحْتَمِل خَمْسَة آَلِاف دِيْنَار، وَيَضْحَك وَيَسْتَهْتِر وَيُرِيْد أَن يُتْرَك بِائِع الْيَانَصِيْب وَيَمْشِي، وَلَكِن فَجْأَه يَتَوَقَّف وَيَنْظُر إِلَى هَذَا الْشَّقِي الْصَّغِيْر وَيَقُوْل "إِن الْمَال يَجُر الْمَال، وَلَعَل الْنَّصِيْب يَجُر الْنَّصِيْب"، وَيَشْتَرِي وَرَقَة يَا نَصِيْب وَيَحْمِلُهَا بِيَدِه فَرَحَا "مُتَفَائِلَا" ثُم يُنْظَر إِلَى تَشْكِيْلَة الْسَّحَاحِير مَرَّة ثَانِيَة وَيَشْتَرِي بِنِصْف الْدِّيْنَار الْمُتَبَقِّي مَا رُخِّص مِن الْأَشْيَاء.
    يَدْفَع بَاب مَنْزِلِه الْمُهَلْهَل فَيَقَع ارْضَا، وَيَنْظُر الَيْه مُسْتَهْزَأ وَلِسَان حَالِه يَقُوْل "قَرِيْبَا سَأسْتُبْدُلك أَيُّهَا الْبَاب الْحَقِير بِآَخَر أَلَمِنْيَوْم" (الْلَّه يُخَرِّب بَيْتِكُم يَاوْلاد مَهُو خِرْبَان مِن غَيْر مَا تَدْفَعُوه) إِنَّهَا تَصْرُخ، لَا بَأْس، هَا هِي قَد خَرَجَت بكَشَتِهَا وَهَيْئَتَهَا الْخَالِيَة مِن الْوَقَار وَالأحتِرَام، إِنَّهَا حَرَّمْنَا الْمَصُوْن أَم الْكَتَاكِيْت (أَنْت يَا رِجَال شُو مَالِك عَلَى هَالْبَاب)، سَأَسْتَبْدِل كُل شَئ فِي الْبَيْت إِلَا أَنْت يَا أُم الْكَتَاكِيْت لَأَنّنِي بِالْرَّغْم مِن شَراسْتك بِحُبِّك، وَبِالتَّأْكِيْد سَتُغَيْرّك الْخَمْسَة آَلَاف دِيْنَار، نَعَم هَكَذَا بِالفُسْتَان الْمَكْسِي وَالْشِّعْر المْسَشُوّر وَالْمِكْيَاج و ... و .... وَيُقَهْقِه بِصَوْت عَال، وَإِذَا بِهَا تَصْرُخ شُو صَارْلِك يَا حَسَن، فَوْت عَن الْشَّمْس، بِسْم الْلَّه، وَتَضَع يَدَهَا عَلَى جَبِيْنِه وَبَعْدَهَا تَتَوَجَّه إِلَى المَضِبّخ لَتُحَضِّر لَه الْمَاء. (يَتَحَسَّر، يَدَيْهَا خَشِنَة وَكَأَنَّهَا الْمُبَرِّد، غَدَا سَيُخْتَلَف الْأَمْر بَدَل هَذِه الْوَقْفِه عِنْد بَاب مَخْلُوْع وَأَرْض وَسَخِه وَرَائِحَة نَتْنِه، سَأَرْقُد عَلَى الْسَّرِيْر وَأَتَظَاهَر بِالْمَرَض وَتَأْتِيْنِي رَاكِضَة وَمَعَهَا مِيْزَان الْحَرَارَة، وَيَدُهَا كالأِسْفَنّجَ تَتُدَغْدَغَ صَبَاحِيٌ ... وَ .... وَ ... الْحَمْدُ الْلَّهِ عَلَىَ كُلِّ حَالٍ).



    -3-

    تدخل وبيدها إبريق شاي وصينية عليها عدد من الكاسات، وجهها يتهلل بابتسامة عريضة وتقول (الحمد الله وجهك صار أحسن يا حسن .... اشرب هالشايات الزاكيات عليهن نعناع من حاكورة الجيران)، ويعتدل حسني (شقيق حسن) بجلسته ويقول (ما عليك شر شو ما لك خيو)، ولكن صاحبنا مشغول سارح، سابح في عالم آخر ينظر إلى وجه زوجنه ويتخيلها تدخل الشاي على عربة خاصة فخمة والكاسات تتلألأ والبسكويت، وهو يسبح ربه، ثم ينظر إلى أطفاله السذج جالسون حوله بثيابهم البالية وشعرهم المنكوش المبعثر يلعبون بأجزاء من لعب لابد أنهم التقطوها من الشارع، فيتخيلهم عليه وقد صقلت وجوههم على يد فنان ماهر أزال عنهم عفن الفقر وشر التشرد، وثيابهم الزاهية، ألعابهم بأيديهم يقولون (بابا .... بابا .... ماما .... ماما ....) كتاكيت، لا عجب، وينظر إلى أخيه حسني وابن عمه راتب والتي لم تتسع لهم الجنبية فاخرهم جلس ونصفه على الأرض والنصف الآخر على الجنبية – أنهم يجلسون بأدب ووقار على الكنبايات ولكن بالثياب القذرة، أنهم سيلوثون الكنبايات إذا جلسوا عليها، لا .... ، يجب أن لا أسمح لهم بالدخول إلى صالون الضيافة، يجب أن أجلب لهم كراسي خاصة بهم – يا سلام ما أعظم تأثيرك أيتها النقود (خمسة آلاف) إنها ستغير مجرى حياتي، كما غيرت الثروة الفرنسية حياة البشرية، ليتك يا أم الكتاكيت تعرفين يما أفكر وكيف أفكر، شعوري أنني أعرف الثورة الفرنسية، حتى أفكاري تنطق باللغة الفصحى، ويمد يده إلى جيبه يريد أن يتفقد ورقة اليانصيب لكنه لا يجدها ويندهش ويمد يده للجيبة الأخرى ولكنها ليست هناك ويلتفت يميناً ويساراً وقد جلب انتباه الجميع وينظر إلى الحائط الذي علق حاكيته، ويقف كالمجنون ويبحث في الجيوب بعصبية، وفجأة يبتسم .... لقد وجدها ويتفحصها بين يديه وينظر حوله وإذا بكل الأعين شاخصة به، ويضعها بكل حرص وسرية في جيب بيجامته ويجلس.

    ينظر حسني بوجه ابن عمه راتب ويغمز له، لا بد وأن في الأمر شيئاً مهماً، ولا تستطيع زوجته الصبر فتذهب إلى المطبخ الذي يحجزه عن غرفة الجلوس والطعام والنوم التي هم بها سوا قطعة من القماش على شكل ستاره، تعال يا حسن، تصرخ من داخل المطبخ، ينظر إلى يمين وإلى يسار وينظر إلى أعلى كمن يستنجد وتصرخ من جديد يا حسن، وينهض بتثاقل، ويتوجه إليها ببط ء وينظر إليها نظرات باردة، (قلي يا حسن شو يلي حطيته بجيبك)، عيناه ما زالت فاترة ساخرة




    - 4 -

    - ليش صاير مثل اللي صايبيته هزه ارضية، أنا عارف أنك مخبي عني أشي، ما تجاوب يا زلمه، شو اللي خلاك تقفز من مكانك مثل المقروص.

    ويضع يده على فمها ويؤشر بيده الأخرى اشارة تعني انه يريد تأجيل الموضوع لريثما يذهب ضيوفهم، ولكنها ترفض وتصر على معرفة الموضوع، يتنهد ويتأفف ويقول بصوت أجش.

    - أمرى لله، خمس آلاف يا أم الكتاكيت.
    - كتاكيت! خمس آلاف دينار! أكيد الزلمه أنجن، روح اشرب شاي وبلاش خرفنه (مسكينه أنت يا أم الكتاكيت لا تريدين حتى تصديق الخبر كي لا تتحولي إلى مجنونة مثلي، يكفيك أنك سعيد بما أنت فيه.

    (ويستمع حسني وراتب لكل كلمه قيلت، ويهمس راتب بأذن حسني
    - خمس آلاف دينار، يا سلام، يا ريت معنا خمس آلاف فلس.
    - تعال نتفاهم بره. )

    ويستأذن الضيوف بالخروج وتجد أم الكتاكيت حريتها بالكلام والصراخ.
    - اسمع يا زلمة اذا شايف حالك مريض وصايبيتك هلوسات خليني آخذك بكره على الحجه أم علي تعملك حرز والا تفتحلك في الفنجان.

    (سامحك الله، لا بأس كل ما اريده حرز عن عين الحسود، أحسن صاحب المال تعبان، يا حرمنا المصون)، ويستلقي على فرشة ارتفعت سنتمتر لا اكثر عن الأرض ويمغط جسده النحيف الذي يصلح أن يكون جثة للتشريح.

    منظر بيجامته غريب فقصرها يدل على طول عمرها، ورقعها تدل على كثرة استعمالها، وفقدان بعض ازرارها يدل على كسل أم الكتاكيت، يرقد ويرقد معه كل ما في الغرفة.

    سجادة الصلاة المعلقة على الجدار وبجانبها القرآن ومسبحه ومكحلة العيون وصور من مجلات وجرائد ومرآة وأكثر من رزنامه وصور للكعبه والصخرة، وبدلة حسن وقميصه كلها تزيد الجدران، وهناك ارتفعت ثلاثة فرشات عن الأرض بواسطة صندوق خشبي وقد بنيت بعنايه، وهناك ذكريات الزواج، انها من جهاز أم الكتاكيت، وبساط وبطانيات تكسوا ارضية الغرفه، يا لك من شقي، مازالت الأحلام تطاردك، خمسة آلاف دينار أين سأضعها، لا يمكن أن احملها معي، آه سأفتح حساب في البنك مثل البيك المدير، سأفعل مثل المحاسب عمر، سآخذ جواز السفر واذهب للبنك واضع الخمسة آلاف دينار وأصبح مثل الزناقيل واحمل دفتر شيكات، ويبتسم وينادي على زوجته، يا سعديه، يا كتكوته ....

    - شو مالك.
    - طولي جواز السفر من الصندوق بدي آخذه معي بكره.
    - بتصحيني عشان جواز السفر، للصبح بفرجها الله.




    - 5 -

    وَلَا يَجِدْ حُسْنِيْ وَرَاتِبٍ أَيَّةُ صُعُوْبَهْ فِيْ دُخُوْلِ الْمَنْزِلِ فِيْ مُنْتَصَفِ الْلَّيْلِ فَالأَبْوَابُ مُشَرَّعَةٌ يَكَادُ نَسِيْمَ الْلَّيْلِ الْبَارِدِ الَّذِيْ يُحَرِّكُ الَسْتاشَرِ وَيُصَدِّرُ أَصْوَاتُ الْحَفِيفْ بِالْشُبّاكُ أَنَّ يُثِيْرُ ضَجَّةً وَلَكِنَّهَا غَيْرُ مَقْصُوْدَةٍ وَلَكِنَّ صَوْتْ نُعْلِيهِمُ وِّهُدَوَءٍ الْلَّيْلِ يَجْعَلُهُمْ يَتَهَادَوْنَ فِيْ مَشْيِهِمْ لِدَرَجِة الزَّحْفِ عَلَىَ بُطُوْنِهِمْ وَالْتَّحَرُّكِ بِشَكْلٍ مَدْرُوْسَ، مَا بَالُ هَذَيْنِ اللِّصَّيْنِ قَدْ سِرْتُ بِخَلايَا اجْسَامِهِمْ قُوَّةً وَعَزِيْمَةَ عُضَيْمَة تُسَاوِيْ خَمْسَةَ آَلَافِ دِيْنَارٍ، وَيَنْظُرُ حُسْنِيْ إِلَىَ الْدَّاخِلِ وَيُؤَشِّرَ بِيَدِهِ إِلَىَ زَمِيْلُهُ وَيَقُوْلُ "أَنَّ كُلِّ شِئْ تَمَامِ، الْجَمِيْعُ نِيَامٌ" وَيَنْدَسُّ رَاتِبٌ بِبُطْءٍ وَيَصِلُ إِلَىَ حَيْثُ يَنَامُ حَسَنْ وَبِهُدُوءٍ قَاتَلَ يُكْشَفُ عَنْهُ الْغِطَاءَ الْرَّثِّ، وَمِنْ فَرْطِ انْفِعَالِهِ تَتَكَاثَفُ حُبَيْبَاتُ الْعَرَقُ عَلَىَ جَبِيْنِهِ بَارِدَةً لِشِدَّةِ خَوْفِهِ وَحَذَرِهِ، يَتَحَرَّكُ حُسْنُ بِشَكْلٍ لَا إِرَادِيٍّ عِنَدَمّا يُمَدَّ يَدَهُ إِلَىَ جَيْبِهِ وَيَتَجَمَّدُ فِيْ مَكَانِهِ مِنْ الْخَوْفِ، وَلَكِنَّ حُسْنَ يَنَامُ عَلَىَ جَنْبِهِ وَيَظْهَرُ جَيْبِ بُيُجَامَتَهُ وَيَظْهَرُ طَرَفَ الْوَرَقَةِ الَّتِيْ بَذَلَ مِنْ أَجْلِهَا هَذِهِ الْمُخَاطَرَةِ ولَحَظْتِهَا يَمُدُّ يَدَهُ بِحِرْصٍ وَيُخْرِجُ وَرَقَةٍ مُلَوَنَهْ، وَيَنْسِلُ إِلَىَ الْخَارِجِ وَهُوَ يَلْتَقِطُ أَنْفَاسَهُ الْمُلْتَهَبَهْ بِرُعْبٍ الْلَّحْظَةِ وَيَلْتَقِيَ بِحُسْنِي الْمُتَلِهَفْ للنَتيجَةً، وَيَنْظُرُ الِآِثْنَانِ لِلْوَرَقَةِ وَيَطْلُبُ حُسْنِيْ أَنَّ يُسْتَعْمَلُ الِلوَكْسَ الْيَدَوِيَّ لِكَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ تَمْيِيْزِ الْوَرَقَةِ، وَيَفْغَرُ الْأَثْنَانِ فَمَهْمَا وَيَشْهِقُ حُسْنِيْ، يَا لِلمُفَاجَأَهُ، وَتَأَخَذَهُما الْدَّهْشَهْ، وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ يُنْظَرُ فِيْ وَجْهِ الْآَخَرِ، إِنَّهَا وَرَقَةٍ يَانَصِيْبٍ، يَا لَهُ مِنْ مَلْعُوْنٌ ، مَجْنُوْنٌ.

    - يُمْكِنُ هَايْ الْوَرَقَةِ الْرَابِحهَ.
    - لَا يَا حُسْنِيْ لِسَّهْ مَا صَارَ الْسُّحُبِ عَلَيْهَا، بَاقِيْ عَلَىَ مَوْعِدُهَا يَوْمَ.
    - إِذَنْ مَزِّعَهَا.
    - لَا بَدّنَا نُرْجِعُهَا عَلَىَ جَيْبَتِهُ، حَتَّىَ نَزِيْدُ فِيْ جِنَانِهِ وهسَتَرَتِهُ، خَمْسَةٌ آَلِافٍ دِيْنَارٍ، ضَيَّعَ وَقْتِنَا وَنَوْمِنَا، الْلَّهِ يُجَازِيْهِ.

    "وَتُعَادُ الْوَرَقَةِ إِلَىَ جَيْبِهِ".

    هَا هُوَ مَشْدُوْدُ إِلَىَ الْأَرْقَامْ، مُتَعَلِّقٌ بِهَا، مُتَلَهِّفٌ، مُرْتَبِكٌ، كَمَنْ يَنْتَظِرُ نَتِيْجَةَ حِكَمٌ الْقَاضِيْ إِمَّا بَرَائِهِ أَوْ أَعْدَامِ، لَا ... لَا يُمْكِنُ أَنْ تَخْسَرُ يَجِبُ أَنْ تَرْبَحَ، إِنَّهَا الْجَائِزَةِ الْأُوْلَىْ ، الْرَّقْمِ الْأَوَّلِ 7 وَهُوِّنَ 7، الْثَّانِيَ 4 وَهُوِّنَ 4، الْثَّالِثُ 2 وَهُوِّنَ 2، الْرَّابِعُ 9 وَهُوِّنَ 9، الْخَامِسُ 2 وَهُوِّنَ 1، آَهِ يَا لِلْخَسَارَةُ رَقْمٌ وَاحِدٍ، آَهِ يَا أُمُّ الْكَتَاكِيْتُ خَمْسَةٌ آَلِافٍ دِيْنَارٍ حَرَّمْنَا مِنْهَا، لَقَدْ انْتَصَرَتْ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لَمَّا خَيْبَةَ الْأَمْلِ، سَأَبْحَثُ مِنْ جَدِيْدٍ، هُنَا نَفْسُ الْرَقَمُ أَكِيْدْ أَنَّهُ نَفْسُ الْرَقَمُ وَلَكِنّ مَا قِيْمَةُ الْجَائِزَةِ، آَهٍ أَنَّهَا تَرْضِيَةً الْجَائِزَةِ الْأُوْلَىْ، خَمْسُوْنَ دِيْنَارا، لَا بَأْسَ، لَا بَأْسَ يَا أُمَّ الْكَتَاكِيْتُ أَبْشِرِيْ أَنْتَ وَالكَتَاكَيتُ، إِنَّهَا الْخُطْوَةِ الْأُوْلَىْ نَحْوَ الْجَائِزَةِ الْكُبْرَىَ، خَمْسَةٌ آَلِافٍ دِيْنَارٍ.

    خَمْسُوْنَ دِيْنَارا فِيْ يَدِهِ، وَأَوَّلَ مَا يُشْتَرَى وَرَقَةٍ يَانَصِيْبٍ جَدِيْدَهْ؟، وَهَا هُوَ يَشْتَرِيَ لِكُلِّ فَرْدٍ فِيْ الْعَائِلَةِ هَدْيُهُ، هَذَا الْحِذَاءُ لِأَخِيْهِ، فَاليَسْتَبَدّلَ حِذَاءَهُ الْأَثَرِيُّ وَيَضَعُهُ فِيْ مُتْحَفِ الْآَثَارِ فَسَيَكُونُ مُتْعَةِ يَتَمَتَّعْ بِهَا الْسُّوَّاحُ، وَهَذَا الْفُسْتَانَ لِأُمِّ الْكَتَاكِيْتُ وَمِشْطٍ أَيْضا وّشَامْبُوَ، مِثْلَ بّارجِيتُ بَارِدُو، لَا بُدَّ أَنْ "بّارجِيتُ بَارِدُو تُسْتَعْمَلُ الشَامَبُوا أَيْضا"، مَا الْفَرْقُ إِذَا؟؟، وَأَغْرَاضٌ لِلكَتَاكَيتُ، وَهَذِهِ الْشَّنْطَةَ، آَهٍ لَا بُدَّ مِنْ شِرَائِهَا، إِنَّهَا لِيَ وَسَأَضَعُ بِهَا الْخَمْسَةَ آَلِافٍ دِيْنَارٍ الْجَائِزَةِ الآُوْلَىْ لِلْسَحْبِ الْقَادِمْ، إِنَّهَا دَبُوماسِيّةً، شَنْطَةٌ رِجَالٌ الْأَعْمَالِ، مِثْلَ حَقِيْبَةُ الْمَدِيرَ، مَا الْفَرْقُ إِذَنْ؟؟؟

    وَيُعَلِّمُهُ صَاحِبِ الْمَحَلِّ عَلَىَ كَيْفِيَّةٍ اسْتِعْمَالِ الْأَرْقَامُ، وَيَتَفَهَّمُ صَاحِبُنْا، وَيَضَعُ فِيْهَا وَرَقَةٍ الْيَانَصِيْبِ وَيُغْلِقُهَا بِسُرْعَةٍ وَيُشِيْرُ عَلَيْهِ صَاحِبُ الَمَحَلٍّ أَنْ يَضَعَ قَسَمَا مِنْ أَغْرَاضِهِ دَاخِلِهَا، فَيَقُوْلُ لَا ..... لَا




    - 6 -

    أَنَّهَا لَلْفْلُوسُ وَالِيَانَصِيبُ فَقَطْ وَيَأْخُذُهَا وَيَنْصَرِفُ، وَيَتَّجِهُ مُسْرِعَا إِلَىَ الْبَيْتِ وَيُشَاهِدُهُ أَخُوْهُ وَأَبِنْ عَمِّهِ الْجَالِسُوْنَ فِيْ الْقَهْوَةِ وَيَسْتَغَرِبُونَ مَا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَحْمِلُ أَغْرَاضّا كَثِيْرُهُ وَمَعَهُ حَقِيْبَةُ فَخَمَه، إِذَّا لَا بُدَّ أَنَّ فِيْ الْأَمْرِ شَيِئَا مَا، ويَرْكُضُونَ إِلَىَ جَرِيْدَةُ يَقْرَأُ بِهَا أَحَدٌ الْجَالِسِيْنَ وَيَقَعُ نَظَرِهِمْ عَلَىَ نَتَائِجِ سَحْبَ الْيَانَصِيْبِ وَيَنْظُرُوْنَ بِبَعْضِهِمْ نَظْرَةً دَهْشَةٍ وِعْتاب وَلُوَّمُ، لَقَدْ اضَاعُوْهَا مِنْ أَيْدِيَهِمْ.

    "هَاتِ عَنْكِ، فَوْتَ، الْلَّهِ يُعْطِيَكَ الْعَافِيَهُ، شُوَ هَالِيْ جَايْبَهْ، أَنْتَ مُشْ مُخْلِيَ أُشَيٍّ فِيْ الْسُّوْقِ"، آَهِ يَا أُمُّ الْكَتَاكِيْتُ لَوْ أَنِّيْ رَبِحَتْ الْخَمْسِ آَلِافٍ دِيْنَارٍ لَكُنْتُ عَمِلَتْ أَكْثَرَ مِنْ هَيْكْ، ولِفَرِحتُ وَفَرِحَتُكُمْ، لَيْتَكَ تَعْلَمِيْنَ كَيْفَ يَرْقُصْ قَلْبِيْ فَرَحَا لِفَرَحِكَ أَنْتَ وَالْأَوْلَادِ، كُلِّ مَا أَرْجُوْ أَنْ أَجْعَلُكُمْ تَبْتُسِمُونَ وَتَضْحَكُوْنَ مِنْ اعَمَاقَكُمْ الْمُتَعَبَّهْ، يَا رَبِّ الْحَمْدُ لَكَ عَلَىَ كُلِّ حَالٍ، وَيَتَنَهَّدُ وَيَبْتَسِمُ وَيُكَشِّرُ وَيَتَقَلَّبُ وَجْهَهُ فِيْ كُلِّ لَحْظَهْ، وَأُمُّ الْكَتَاكِيْتُ وَكَتَاكِيْتَها مُلْتَفّونَ حَوْلَهُ فَرِحِيْنَ يُقَلِّبُونَ الْأَغْرَاضِ وَيَتَفَرَّجُونَ، وَمَنْ غَمْرَةِ فَرَحِهِمْ مَزَّقُوا كِيْسُ الْتُفَاحَ وَتَتَدَحْرَجُ التُفَّاحَاتِ عَلَىَ الْأَرْضِ وَحَسُنَ مَا زَالَ وَاقِفٌ وَبِيَدِهِ الْحَقِيبَهْ يَنْظُرُ الَيْهِمْ بِهَلَعٍ وَفَرَحِهِ مَجْبُولٌ بَالَهُمْ وَالْحَسْرَهْ وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ وَتَقُوْلُ شُوَ يَلِيَ فِيْ الْحَقِيْبَةِ وَيَتَلَعثَمُ، "لَا ... لَا .... مَا فِيْهَا أُشَيٍّ فَاضْيِه".

    - مِنْ وَيَنْ لَكَ يَا حَسَنَ الْمَصَارِيْ ..... قَلِيٌ لَا يَرُوْحُ أَنَّكَ صَحِيْحٌ مَعَكَ خَمْسَ آَلِافٍ دِيْنَارٍ.
    - لَا .. مُشْ صَحِيْحٌ، الْلَّهِ بِيُسْرٍ يَا وَلِيُّهُ. ويَتجهُّمْ وَجْهَهُ مِنْ جَدِيْدٍ وَيَتَمَدَّدُ عَلَىَ الْأَرْضِ وَحَقيْبَتِهُ بِجَانِبِهِ وَيَذْهَبُ فِيْ مِشْوَارٍ جَدِيْدٍ.
    - تَعَالْ يَا حُسْنِيْ شِوَفْ أَخُوْكَ حُسْنُ شُوَ جَايبلِكِ، كُنْدَرَه جَدِيْدَهْ مِنْ عِنْدِ بِاتِّا، قَيِّسُهَا (وَيُمَدُّ يَدَهُ بِاسْتِخْفَافٍ وَيَنْظُرُ إِلَيْهَا بِاحْتِجَاجَ)، غَرِيْبَ يَا حُسْنِيْ كُنْتَ لَمَّا تِشْتِرِيْ مَنْدَرِهِ مُسْتَعْمَلِهِ تَفْرَحْ وَتُخْبِرُنَا عَنْهَا ثَلَاثُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، شُوَ مَا لَكَ امُبُوزُ. شُوَ جَايُبْليّ غَيْرَ هَالكُنُدْرِهُ.
    - وَلَا شَيْ، احْمَدِ الْلَّهَ الْلَّيْ قُدِّرَ يَشْتَرِيَهَا أَلَكَ.
    - لَا يَا سَعْدِيَّه، الْيَوْمَ جَوْزِكَ بِقَدَرٍ يَشْتَرِيَ أَكْثَرَ مِنْ هَيْكْ بِكَثِيْرٍ.
    - شُوَ هَالَحَكَّيْ يَا حُسْنِيْ.
    - مَا هُوَ أَنْتِ عَلَىَ عَلَىَ نَيّاتَكِ، بَسّ هَالّمَرَّهْ رَاحَ تَرُوْحُ فِيْكَ، وَتَمْشِي الْمَيِّ مِنْ تَحْتِكَ وَأَنْتَ مُشْ دَارِيْهِ عَنْ حَالِكْ.
    - شُوَ فِيْ يَا حُسْنِيْ، خضَيْتَنِيّ.
    - جَوْزِكَ إِلَيَّ أَرْضَاكَ بِشَوَيتُ هَالأَغْرَاضْ وَبِدُّهُ يَضْحَكُ عَلِيٌّ بِالكُنُدْرِهُ، رَبِحَ خَمْسَ آَلِافٍ دِيْنَارٍ.
    - مِشْ مَعْقُوْلْ.
    - مُشْ هَذَا الْمُهِمْ يَا سَعْدِيَّه .... جَوْزِكَ بِخَطِّطُ لِأُشَيٍّ أَكْثَرَ مِنْ هَيْكْ، رَاحَ يُخَرِّبُ بَيْتِكَ وَأَنَا خَايِفْ عَلَيْكَ.
    - أَنَا بِخَرَّبَ بَيْتِهِ وَبَيْتِ يَلِيَ أَحْسَنَ مِنْهُ "هُوَ نَايِمْ وَمُرْتَاحٌ، بَدِّيْ أَرُوْحْ اقَلّقَ نَوْمَهُ وَرَاحَتَهُ".
    - لَأَ يَا غَبِيَّهْ، احْنَا بِنِقْدَر انْحَلَّ الْمُشْكِلَهْ مِنْ غَيْرِ مَشَاكِلِ وَصِيَاحٍ.
    - كَيْفَ، قَلِيٌ.




    - 7 -
    - آَهٍ .. حُسْنُ يَا سَعْدِيَّه لَعِبَتْ بْرَاسُه بِنْتِ حُلُّوْهُ وَبِنْتَ نَاسٌ مُحْتَرِمِينْ يَعْنِيْ بِهَا الْخَصْلَتَيْنِ بَتَتَفَوّقَ عَلَيْكَ، وَرَاحَ يَهْرُبُ مَعَهَا بُكْرَهْ وَبِتْرِكّكِ أَنْتِيْ وِهَالْعُيَالَ.
    - وَالْلَّهُ لَأُخْرِبَ بَيْتِهَا، مِيِنْ هِلِّيَ أَحْسَنُ مِنِّيْ.
    - لَا تُعْلِيَ صَوْتِكَ بْهَالْلَّيْلْ، أُقْعُدُيً وَاسْمَعِيْ مِنِّيْ وَبَلَاشْ جِنَانِ أَحْسَنَ مَا أَرُوْحْ، وَّبَعْدِيْنْ أَخْرَبَ الْطَّابِقِ عَلَيْكَ، تَرَاهُ أَخَوَيَّ.
    - لَهُ، الْلَّهِ يْسَامْحِكْ يَا حُسْنِيْ، هُوَ أَخُوْكَ، وَكَمَانِ جُوْزِيَّ وَأَبُوْ عِيَالِيِ.
    - مِشَانِ هَيْكْ بَقُلَّكْ اسْمَعِيْ، فِيْ شَنْطَهً سَوَّدَهُ جَابْهَا مَعَهُ الْيَوْمَ، هَايْ فِيْهَا خَمْسُ آَلِافٍ دِيْنَارٍ، لَازِمٌ نَسْرِقُهَا مَنْ الْيَوْمَ قَبْلَ بُكْرَهْ.
    - آَهٍ، وَالْلَّهُ أَنَّهُ كَلَامُكَ صَحِيْحٌ يَا حُسْنِيْ، "لَمَا سَأَلْتُهُ شُوَ فِيْهَا تَلَعْثَمَ وَارْتَبَكَ وَكَمَانِ طَلَبَ جَوَازِ سَفَرِهِ".
    - مَا قُلْتِلِّكْ يَا وَلِيُّهُ، الْلَّهِ يَلْعَنَكَ يَا خُوُيْ وَلَكَ وَالْلَّهُ لَوَاللَّهُ ارْزُقْنِيْ حَرَّمَهُ مِثْلَ سَعْدِيَّه مَا بْبِيْعْهَا بِكُلِّ كُنُوْزِ الْدَنِيَّهْ، لَكِنْ الْلَّهُ يَلْعَنِ الْرَّدِيَّ، "طَلَبَ جَوَازٌ الْسَّفَرِ مِشَانِ يَعْرُبَ مَعَ بِنْتِ هِالْحَرَامِ لِبِلَادِ بِرِّهِ".
    - وَالْلَّهُ أَنَّكَ طَيِبَ يَا حُسْنِيْ، بِسْ شُوَ بَدّنَا نِعْمِلْ مْـمْـ "قُلِلِيْ وَيَنْ هِيَهْ الْبِنْتُ لارُوحُ اذْبَحْهَا".
    - لَا تَذْبَحَهَا وَلَا تذَبَحْنا، لَازِمٌ نُّوَخَذِ الْشَّنْطَه وَبَعْدَ مَا نُّوخَذَهَا مَا بِقَدَرٍ يَهْرُبُ وَيُتَجَوَّزُ وْهَيْكْ بِظِلِّ عِنْدَكَ.
    - وَاللَّهُ يَا حُسْنِيْ أَنَّكَ ابْنُ حَلَالٌ، الْلَّيَلَهَ بَعْدِ مَا تُثْقِلُ نَوْمَتِهِ بِسَرَقٍ الْشَّنْطَه مِنْهُ وبَعْطِيكِ ايّاها.
    - صَحِيْحٌ يَا سَعْدِيَّه، كَمَانٌ سَاعَهْ بِكَوْنِ عِنْدَكَ.




    -8-


    وَتُدْخَلُ سَعْدِيَّه إِلَىَ الْغُرْفَهْ وَتَقْتَرِبُ مِنْ زَوْجِهَا الْنَّائِمِ وَتَقْذِفُهُ بِنَظَرَاتِ كَالْحِمَمِ الِبُرْكانِيْهُ، أَنْتَ أَيُّهَا الْشِّرِّيْرُ الْمُتَمَرِّدِ تُرِيْدُ الْهَرَبَ وَلَكِنَّ إِلَىَ أَيْنَ، سَتَبْقَىَ هُنَا وجُيُوَبكِ فَارِغْهُ، خَمْسَ آَلِافٍ دِيْنَارٍ يَا حَسَنَ تُعَشْعِشُ فِيْ جُيُوْبُكَ، هَذَا هُوَ إِذَنْ سَبَبُ شَرَوْدَكَ وَجُنُونُكِ تَحْتَ هَذَا الْوَجْهِ الْهَادِئْ تَخْفَىْ شَيْطَانٍ بَلْ عِفْرِيْتٌ بِلّ الْشَّرِّ كُلَّ الْشَّرِّ، تُلْهِيْنَا بِأَغْرَاضٍ تَافْهَه وَتُخْفِيَ تِلْكَ الْشَّنْطَه تَحْتَ فَرْشَتكَ مَا بِهَا؟ لَا ... لَا شَيْئَ ، حُسْنَا لَنْ يَكُوْنْ بِهَا شَئٍ بَعْدْ هَذِهِ الْلَّيْلَةِ تَمَامَا كَمَا قُلْتَ لَا شَيْئَ يَا حَسَنَ.

    لَمْ يَكُنْ رَاتِبٌ بَالْغَبيّ فَقَدْ رَاقِبْ وَتُرْصَدْ وَسَمِعَ مَا جَرَىْ وَهَا هُوَ يَتَّبِعُ حُسْنِيْ بَعْدَ أَنْ سَكَنَ الْلَّيْلُ وَنَامَ الْحَيُّ نَوْمَتِهِ الْعَمِيقَهْ، يَجِدْ حُسْنِيْ زَوْجَةً أَخِيْهِ بِانْتِظَارِهِ بِفَارِغِ الْصَّبْرِ.

    - لّيّشْ تَأَخَّرْتُ.

    - لَا تُعْلِيَ صَوْتِكَ، رُوْحِيْ عَلَىَ مَهْلَكَ وَجِيْبِيَ الْشَّنْطَه، مَا فِيْشْ وَقْتِ أَنضَيعَهُ.

    - لَا يَا حُسْنِيْ، أَنْتَ مَا قِلَّتَلِيَ شُوَ رَاحَ تَعْمَلُ بِالشنَطُهُ بَعْدِ مَا تَاخُذْهْا.

    - يَا وَلِيُّهُ رُوْحِيْ جَيْبِيَ الْشَّنْطَه بَعْدَ هَيْكْ بِنَتَفَّاهُمْ.

    - لَا قْبِلِينَ وَلَا بَعَّدَيْنْ شُوَ رَاحَ تَعْمَلُ بِالشنَطُهُ.

    - هَايْ جَزَاءُ الْلِيْ بِعَمَلِ خَيْرُ يَا سَعْدِيَّه، طَبْعَا أَنَا خَايِفْ عَلَيْكَ وَأَنْتَ خَايفْهْ عَلَىَ الْمَصَارِيْ، مَّخُونَيْتَنِيّ يَعْنِيْ، عَلَىَ كُلِّ حَالٍ دَايْمَا عَقَلَ الْنِّسْوَانِ نَاقِصٌ الْشَّنْطَه يَا سَعْدِيَّه بِنَاخُذْ الْمَصَارِيْ إِلَيَّ فِيْهَا وَبُخبِيْهُمْ عِنْدَكَ تَحْتَ الْعَتَبّه، تَحْتَ الْخِزَانَهْ، تَحْتَ الْوَهْدِ، وِيُنْ مَا بَدَّكْ وَبْنَرَجّعَ الْشَّنْطَه عِنْدَهُ، وْهَيْكْ مَا بِقَدَرٍ يَشْتَكِيْ وَلَا يَصِيْحُ، مَا حْدَاشْ رَاحَ يُصَدِّقُهُ.

    - وَالْلَّهُ فِيْكْ الْخِيَرْ يَا حُسْنِيْ، بَلْاشْ نُضِيْعُ الْوَقْتِ.

    وَتَتَّجِهُ إِلَىَ الْدَّاخِلِ وَتُحَاوِلُ وَلَكِنْ مِنَ الْصَّعْبِ كُلَّمَا حَاوَلْتُ إِبْعَادٌ الْشَّنْطَه تَتَحَرَّكُ جُثَّةَ حُسْنُ، وَأَخِيْرا يَقْبِضُ الْشَّنْطَه بِيَدِهِ وَيَحْتَضِنُهَا، وَتَعُوْدُ خَائِبَهً غَاضَبَهُ وَالشَّرُّ يَتَطَايَرُ مِنْ عُيُوْنِهِا وَقَسَمَاتِ وَحْهُهَا ثَائِرَة.

    - مِشْ قَادْرَهْ، كُلِّ مَا مَدَّيْتُ ايْدِيَ عَلَىَ الْشَّنْطَه يُمْسِكُهَا وَيَتَحَرَّكُ.

    - آَهِ يَا خُوُيْ خَبِيْثَ مِنَّا عَارِفِكِ مِنْ صَغّرِكْ، اسْمَعِيْ يَا سَعْدِيَّه أَنْتَ عَارِفُهُ قَدَّيْشْ مْعَزّتِكْ عِنْدِيْ وَأَنَا كُلُّ هِالِشْغَلَّهُ بِعَمَلِهَا مَشَانَكِ، لِأَنِّيَ بِحُبِّكَ يَا سَعْدِيَّه، وَخَايِفْ أَحْكِيْ الْلِيْ بِنَفْسِيَ بَعَّدَيْنْ؟ (ويَتَصْنّعَ الْأَلَم وَالتَعاسَهُ وَيَسْكُتُ).




    - 9 -

    - شُوَ بَدِّكْ تَحْكِيْ.

    - مُشْ وَقْتِهِ، عَلَىَ كُلِّ حَالٍ مَا فِيْشْ قُدَّامَكَ غَيْرَ حَلَّيْنَ، يَا بِتُضَحِّيَ بِنَفْسِكَ وَبِأَوْلادِكِ وْبِتَصِيْريّ مُضْحِكَهْ لِلْنَّاسِ، يَا بِنُضَحيّ بِجوّزكِ.

    - شُوَ قَصْدَكَ.

    - بُكْرَهْ لِمَا يَهْرُبُ وَيَتْرُكُكَ بِتَصِيْريّ بِلَا مَصَارِيْ وَبِلَا جَوَّزَ أَمَّا إِذَا ......؟

    - أَمَّا إِذَا شُوَ يَا حُسْنِيْ.

    - إِذَا بَدَّكْ مَصَارِيْ وَجَوَّزَ بِحُبِّكَ زَمَا بِتْخَلِّى عَنْكَ!

    - مِيِنْ بِتَقَصُّدِ.

    - أَنَا يَا سَعْدِيَّه، رَاحَ اسْكَنَكَ بِبَيْتِ مُحْتَرَمٌ وَاعَيَشكّ أَحْسَنُ عَيْشُهُ، وَبَصِيْرٌ عَنَّا سَيّارَهُ وَأَكْتُبُهَا بِاسْمِكَ وَنَرُوحْ وَنُسَافِرُ، مُشْ مِثْلَ هَذَا الَيَّ حَاسَبَيْتِهُ زَلَمِهْ وُمُتْجُوَزَيْتِهُ أُوُلّ مَا أَعْطَاهُ رَبَّنَا وَفَرْجُهَا عَلَيْهِ رَاحَ يُفَكِّرُ بِالْهَرَبِ وَيَتْرُكُكَ وَعَلَىَ كُلِّ حَالٍ أَنْتَ حُرَّهْ هَايْ فُرْصَتُكَ، وَأَنَا رَايِحْ وَأَنْتَ دِبْرِي حَالِكَ.

    - تَعَالَ لَا تُرْوُحّ، شُوَ وَكَيْفَ بَدّنَا نِعْمِلْ.

    - اذْبِّحَيْهُ.

    - يَا وَيْلِيَ، كَيْفَ اذْبَحْهُ.

    - مَا حْدَاشْ رَايِحْ يَعْرِفُ يَا وَلِيُّهُ، اذْبِّحَيْهُ وَجِيْبِيَ الْشَّنْطَه وَبَعْدَ مَا أَخَذَهَا وأُخَبِيُّهَا دُبَيّ الصِّيَاحُ ومَزْعيِ ثِيَابِكِ زبَعدّ كَمْ شَهْرٍ حَسَبَ الْعَادَاتِ أَنَا اوْلِىْ بَيْكْ وَبِوْلادِكِ.

    - مِشْ مَعْقُوْلْ يَا حُسْنِيْ.

    - هَا، الْمَعْقُوْلِ أَنَّهُ يَتْرُكُكَ وَيُتَجَوَّزُ وَحْدَهُ غَيْرُكَ، هُوَ أَوْلَىٍ بِالْمَصَارِيْ وَالَـ .....

    - بَسّ أَنَا خَايْفِهِ.

    - لَا تَخَافِيْ، خُذِيْ هُالَمُوسُ وَخْلِصَّيْنا مِنْهُ بِسُرْعَهّ، مَا فِيْشْ وَقْتَ يَا وَلِيُّهُ، قَوْمِيَّ.

    (وَيَدْفَعُهَا لِلْدَّاخِلِ مُشَجِّعا لَهَا) وَتَرْتَجِفُ وَلَا تَنْوِيْ الْقَتْلِ وَفَجْأَهْ تَرْتَاحُ اسَارِيّرِ وَجْهِهَا حَيْثُ شَاهَدْتُ الْشَّنْطَه بُعَيْدَهُ عَنْ زَوْجِهَا وَتُخْرِجُ وَبِيَدِهَا الْشَّنْطَه وَالَمُوسُ وَيُدْهِشُ حُسْنِيْ وَيَضْحَكُ ضِحْكَةْ الْمُنْتَصِرِ.

    - الْحَمْدُ الْلَّهِ يَا حُسْنِيْ.

    - آَهٍ خلِّصَتَيْنا مِنْهُ.

    - لَأَ، سُحِبَتْ الْشَّنْطَه بِدُوْنِ مَا يُحِسُّ وَتَرَكْتُهُ.

    - لِيِشٌ مَا قَتِلتِّيْهُ يَا غَبِيَّهْ.



    - 10 -

    - مَا بِقَتْلِ أَبُوْ اوْلَادِيْ يَا حُسْنِيْ، فَوْتَ اقْتُلْ أَخُوْكَ بْأدْيكِ.

    - مَاشِيَ الْحَالِ، تَعَالَي نَبْعِدْ شُوَيْ لَا يُسْمِعُنَا حَدَّا.

    - وَيَنْ رَايِحْ مُشْ اتَّفَقْنَا أَنَّ الْمَصَارِيْ اتْظَلْ مَعِيَ، وَنَرْجِعُ الْشَّنْطَه عِنْدَ اخُوْكَ.

    - آَهٍ صَحِيْحٌ، لَكِنْ مِشْ عَارِفٌ أَفْتَحُهَا.

    - زِيْحْ هَيْكْ وَاعْطِيْنِيّ الْشَّنْطَه وَأَنَا بِفَتْحِهَا.

    - خُذِيْ بَسّ بِسُرْعَهّ.

    وَتُحَاوِلُ أَنْ تَفْتَحَهَا وَيَنْقُضُ عَلَيْهَا حُسْنِيْ مُحَاوِلَا خَنَقَها وَتُحَاوِلُ أَنْ تُبْعِدُهُ وَلَكِنَّهُ يَضْغَطُ بِيَدَيْهِ بِكُلِّ مَا اوْتِيَ مِنْ قُوَّةٍ (كُلُّ هَذَا وَرَاتِبٍ يُرَاقِبُهُمْ) وَفَجْأَةً يَصْرُخُ حُسْنِيْ لَقَدْ طَعَنْتُهُ بِالْمُوسِ وَتَصِيْحُ وَتَرْتَبِكُ وَيُخْرِجُ رَاتِبٌ وَيَبْدَأُ بِالْصُّرَاخِ وَيَتَجَمَهرُ الْسُّكَّانِ وَيُحِيْطُوْنَ بِسِعْدِيه وَالْمَطْعُوْنُ، وَيُضِيئُ المُتَجَمْهِرُونَ بِأضَوَيْهُ الِلكِّسَاتِ الْيِدَوِيَهْ، وَيَعْلُوَ صُرَاخَ الْنِّسَاءِ، وَتَرْتَعِشْ أَمْ الْكَتَاكِيْتُ، لَقَدْ صُعِقْتُ بِمَا فَعَلَتْ، هَكَذَا لَحَظَاتِ بَسِيِطَهْ حَوَّلْتُهَا مِنْ زَوْجِهِ زْدِيعَهُ إِلَىَ مُجَرِّمِه قَاتَلَهُ، تَصْرُخُ احْدَاهُنَّ، احْمِلُوهُ عَلَىَ الْعِيَادَةِ دَمُهُ اتُصَفِىْ يَا وَيْلِيَ الْزَلَمِهْ بِدُّهُ يَمُوْتُ، وَيَصِيْحُ آَخَرَ لَا ... لَا تَقْرَبُوا عَلَيْهِ نَادُوْا الْشُّرْطَهْ، وَيَقُوْلُ ثَالِثُ جِيبُولِهُ الدُّكْتُوْرُ وَنَادَوْا عَلَىَ مُمْرِضٌ العِيَادَهْ بِسُرْعَهّ يَا جَمَاعَهُ، وَيَسْتَيْقِظُ حُسْنُ عَلَىَ الْصُّرَاخِ وَيَتَفَقَّدُ الْحَقِيبَةُ فَلَا يَجِدُهَا وَيُخْرِجُ مُسْرِعَا "نِسَاءْ وَرِجَالُ مُتَجَمْهِرُونَ يَصْرُخُوْنَ أَمَامَ بَابِ بَيْتِهِ، الْشَّنْطَه هُنَاكَ وَيَدُ رَاتِبٌ تَمْتَدُّ إِلَيْهَا يُسْرِعُ إِلَيْهَا حُسْنُ وَيَخْطَفُهَا بِقُوَّةٍ، يَفْتَحُهَا وَتَتَحَوَّلُ اضويّةً الِلكِّسَاتِ إِلَىَ وَجْهِهِ وَإِلَىَ دَاخِلَ الْحَقِيبَهْ وَيَتَنَفَّسَ الْصُّعَدَاءَ إِنَّهَا مَا زَالَتْ هُنَاكَ "وَرَقَةٍ الْيَانَصِيْبِ"، وَيَقَعُ نَظَرَ سَعْدِيَّه عَلَىَ الْحَقِيبَهْ الْفَارِغَهْ وَتَصْرُخُ، وَيَنْ الْخَمْسِ آَلِافٍ دِيْنَارٍ يَا حَسَنَ.

    - نَعَمْ !!؟؟ خَمْسَ آَلِافٍ دِيْنَارٍ.

    - يَا حَسَنَ قَوْلٍ الْصَّحِيْحِ.

    - الْلَّهِ يْسَامْحِكْ خَمْسَ آَلِافٍ دِيْنَارٍ .... لَا .... لِسَّهْ بُكَيْرٍ، كَمَانٌ اسَبُوْعَيْنِ الْسُّحُبِ.

    - سَحْبَ إِيْشْ يَا حَسَنَ، أَخُوْكَ قَالَ أَنَّهُ مَعَكَ خَمْسَ آَلِافٍ دِيْنَارٍ وَبِدَّكْ تَهْرَبُ بُكْرَهْ مَعَ بِنْتِ وَتَتْرُكُنِيْ وَطَلَبَ أُجِيْبُ الْشَّنْطَه عَلَشَانْ خَايِفْ عَلَيَّ وَعَلَىَ أَوْلَادِكَ وَطَلَبَ مِنِّيْ أَكْثَرَ مِنْ هَيْكْ يَا حَسَنَ. (وَتَبْلُعُ رِيْقُهَا وَيَنْبِحُ صَوْتَهَا وَتَبْدَأُ بِالْصُّرَاخِ مِنْ جَدِيْدٍ) كَانَ بِدُّهُ يَذْبَحُكَ وَحَاوَلَ يَذْبَحُنِيْ، لَكِنْ عِزِرايِينَ عُرِفَ مِيِنْ إِلَيَّ يِسْتَاهِلٍ الْمَوْتِ، آَهِ يَا حَسَنَ كَذَبَ عَلَيَّ وَصَدَقْتَهُ، بِأَيْدِيَ كَانَ بِدُّهُ يَقْتُلَكَ.

    وَتَقَعُ وَرَقَةٍ الْيَانَصِيْبِ مِنْ يَدِهِ، يَا غَرَابَةِ مَا يَسْمَعُ، احدَاصّ مُرَوِّعَه تَجْرِيَ مِنْ حَوْلِهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، وَبَيْنَمَا هُوَ كَذَالِكْ وَإِذَا بِأَحَدٍ اوْلَادِهِ يَخْرُجُ مِنْ الْبَيْتِ بَاكِيَا وَيَفْرُكُ عَيْنَيْهِ وَيَقُوْلُ (يُمَّهْ بَدِّيْ مَيّ)، وَتَنْزِلُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ كَالصَّاعِقِهُ عَلَىَ حُسْنِ وَيُضَمُّ ابْنَهُ إِلَيْهِ وَدُمُوْعُهُ تَسِيْلُ عَلَىَ خَدَّيْهِ، وَيَنْظُرُ إِلَىَ زَوْجَتِهِ الْمَخْطُوفَةً الْلَّوْنِ الْمُنْهَكَهْ الْقُوَىَ الذَّابِلَهْ الْذَّلِيْلَه، وَيَتَذَكَّرُ يَوْمَ أَنْ اشْتَرَىْ وَرَقَةٍ الْيَانَصِيْبِ الْأُوْلَىْ يَتَذَكَّرُ كَلِمَاتِهِ عِنَدَمّا قَالَ أَنْ الْمَالِ يَجُرُّ الْمَالِ، وَلَعَلَّ الْنَّصِيْبُ يَجُرُّ الْنَّصِيْبُ، وَيَنْظُرُ إِلَىَ وَرَقَةٍ الْيَانَصِيْبِ حَيْثُ تُسَبِّحُ بِدِمَاءِ أَخِيْهِ وَيَرْفَعُهَا إِلَىَ الْأَعْلَىَ وَيَنْفُضُ الْدَمِ مِنْ عَلَىَ الْوَرَقَةِ، وَتَنْطَلِقُ الْكَلِمَاتّ مِنْ فَمِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ

    (( نَصِيْبٌ .... بِئْسَ الْنَّصِيْبُ))

    تَمُتْ فِيْ 21 حُزَيْرَانَ 1980 مْ - 8 شَعْبَانَ 1400 هِـ




    رائدة زقوت
    رائدة زقوت


    عدد المساهمات : 177
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    اليانصيب ...... رواية  Empty رد: اليانصيب ...... رواية

    مُساهمة من طرف رائدة زقوت 21/3/2011, 12:50 pm

    لك نفس طويل با راوية في الكتابة
    أخالها بين القصة والرواية
    تحياتي واحترامي
    أمكنة
    أمكنة
    Admin


    عدد المساهمات : 285
    تاريخ التسجيل : 16/12/2010

    اليانصيب ...... رواية  Empty رد: اليانصيب ...... رواية

    مُساهمة من طرف أمكنة 21/3/2011, 12:56 pm

    محاولة يعول عليها عزيزتي / الى الامام
    راوية رياض الصمادي
    راوية رياض الصمادي


    عدد المساهمات : 41
    تاريخ التسجيل : 18/03/2011
    العمر : 48
    الموقع : الأردن - عمان

    اليانصيب ...... رواية  Empty رد: اليانصيب ...... رواية

    مُساهمة من طرف راوية رياض الصمادي 22/3/2011, 8:32 am

    رائد زقوت

    شكراً لمرورك

    دمت بخير
    راوية رياض الصمادي
    راوية رياض الصمادي


    عدد المساهمات : 41
    تاريخ التسجيل : 18/03/2011
    العمر : 48
    الموقع : الأردن - عمان

    اليانصيب ...... رواية  Empty رد: اليانصيب ...... رواية

    مُساهمة من طرف راوية رياض الصمادي 22/3/2011, 8:36 am

    أمكنة

    شكراً للمرورك والفضل لك بها

    دمت بحب

      الوقت/التاريخ الآن هو 12/5/2024, 1:55 am