غيث
كنت في الخامسة حينها، وكنت أنا ورفاقي, نرقض
في الجبال عائدين إلى قريتنا. حين لمحنا النساء يتجمعن في ساحة القرية ويتجهزن
للمسير, فعرفنا أن طقس الغيث سيبدأ اليوم, فأيلول قضى وتبعه حزيران جافين
وصافيين.
كان هذا الطقس يمارس من قبل نساء قريتنا وفي القرى
المجاورة إذا ما تأخر المطر, وشارف الزرع من سمسم وقمح على الهلاك. ودون تردد كنا
نركض نحوهن بفرح حفاة غير آبهين بحاجاتنا التي جمعناها من الجبال: زعتر بري, رجل
البطة, لوف, ووعاء زجاجي بعدد لابأس به من العقارب الصغيرة التي نهوى جمعها, عندها
تبدأ الأغنية المعروفة التي تشدو بها حناجرهن:
" الله الغيث
ياربي خبز مقرقط بعبي
اشتي اشتي بالجورة تا تطلع
البندورة
اشتي اشتي بالفنجان تا يطلع
الباتنجان
اشتي اشتي........"
كنا نتبعهن محتفلين
بخروج الأمهات وغنائهن للسماء كي ينزل المطر, ويسقي الزرع. وكنا نُرش بالماء كلما
وصلنا بيتاً من بيوت القرية كتعويذة قروية تستجدي السماء. كثيراً ما تستجيب السماء
لنا، فينزل المطر بعد فترة وتكسى الجبال والبيارات بذاك اللون الأخضر الغوريّ،
ويفيض النهر, وتبتهج القرية، ويعمّ الفرح، فالسماء تحتاج أحيانا لمن يغني لها..
السماء كما أخبرتني جدتي ذات مرة، أنثى، تحب الموسيقى والأغاني الشعبية.
كنت في الخامسة حينها، وكنت أنا ورفاقي, نرقض
في الجبال عائدين إلى قريتنا. حين لمحنا النساء يتجمعن في ساحة القرية ويتجهزن
للمسير, فعرفنا أن طقس الغيث سيبدأ اليوم, فأيلول قضى وتبعه حزيران جافين
وصافيين.
كان هذا الطقس يمارس من قبل نساء قريتنا وفي القرى
المجاورة إذا ما تأخر المطر, وشارف الزرع من سمسم وقمح على الهلاك. ودون تردد كنا
نركض نحوهن بفرح حفاة غير آبهين بحاجاتنا التي جمعناها من الجبال: زعتر بري, رجل
البطة, لوف, ووعاء زجاجي بعدد لابأس به من العقارب الصغيرة التي نهوى جمعها, عندها
تبدأ الأغنية المعروفة التي تشدو بها حناجرهن:
" الله الغيث
ياربي خبز مقرقط بعبي
اشتي اشتي بالجورة تا تطلع
البندورة
اشتي اشتي بالفنجان تا يطلع
الباتنجان
اشتي اشتي........"
كنا نتبعهن محتفلين
بخروج الأمهات وغنائهن للسماء كي ينزل المطر, ويسقي الزرع. وكنا نُرش بالماء كلما
وصلنا بيتاً من بيوت القرية كتعويذة قروية تستجدي السماء. كثيراً ما تستجيب السماء
لنا، فينزل المطر بعد فترة وتكسى الجبال والبيارات بذاك اللون الأخضر الغوريّ،
ويفيض النهر, وتبتهج القرية، ويعمّ الفرح، فالسماء تحتاج أحيانا لمن يغني لها..
السماء كما أخبرتني جدتي ذات مرة، أنثى، تحب الموسيقى والأغاني الشعبية.