أمكنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أمكنة

مجلة ثقافية تُعنى بأدبيات المكان


    في زاوية " مكانيون" أمكنة تحتفي بالقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان

    أمكنة
    أمكنة
    Admin


    عدد المساهمات : 285
    تاريخ التسجيل : 16/12/2010

    في زاوية " مكانيون" أمكنة تحتفي بالقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان Empty في زاوية " مكانيون" أمكنة تحتفي بالقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان

    مُساهمة من طرف أمكنة 30/4/2011, 8:15 pm


    مفلح العدوان ، وبوح الأمكنة


     في زاوية " مكانيون" أمكنة تحتفي بالقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان 269160

     

     

    أمكنة: خاص
     


     

    نتطرق في  زاوية " مكانيون" هذا الأسبوع  للقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان الذي  برزت تفاصيل المكان في أعماله الأدبية منذ النصوص الأولى، متقاطعاً مع جماليات المكان الأردني ، الذي صار مشروعاً أدبياً لديه ، يعمل على إنجازه بكل جد واجتهاد، وقد تبلور ذلك في " بوح القرى" الذي ينشر تباعاً في صحيفة الرأي الأردنية، كما تبلور سابقاً في أعماله القصصية . وقد تطرق مفلح العدوان للمكان من ثلاث زوايا ، التاريخ والجغرافيا، والمكان كقيمة جمالية تتقاطع بالمفاهيم الفلسفية والدينية. وفي دأبه هذا يؤسس العدوان لمرجع أدبي تاريخي جغرافي للمكان. ويخصص  مفلح العدوان جزءاً من وقته متجولاً بين الأمكنة حاملاً وعيه بقيم المكان وذائقته المكانية ، يفتح نوافذ ذاكرته لقامات المكان، تماماً كما يشرع آلة التصوير خاصته لالتقاط صور للأمكنة من زوايا فنية احترافية تعطي المكان حقه.

    يمتاز النص المكاني الذي يكتبه مفلح العدوان بلغته الرشيقة، تلك اللغة التي لم تتعارض مع تدوين المعلومة التاريخية والجغرافية، بل جاءت عبر نفس قصصي محمّل بشعرية واضحة مما جعل المتلقي يلتقط إشارة مُبدع النص ويسير في دروبه التي تقتاد إلى أسرار الأمكنة . ومن أهم النتائج التي أثمرها اهتمام مفلح العدوان بالمكان الأردني، تعريف القارئ الأردني والعربي بأمكنة  تكاد تكون مجهولة لدى البعض، ولولا رشاقة النص المكاني لدى مفلح العدوان لما تحقق هذا الانجاز. فإيماناً من "أمكنة" بضرورة تجسير الهوة مابين الإنسان والمكان من حيث تناغمهما في ثقافة جمالية رشيقة، نثمن جهود الكاتب والقاص مفلح العدوان ، كمكانيّ رشيق.  

     

    سيرة

     في زاوية " مكانيون" أمكنة تحتفي بالقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان 3_new2في زاوية " مكانيون" أمكنة تحتفي بالقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان Images?q=tbn:ANd9GcSECcjY-ChWJpLmXFbUqkz95risMVxo3yZCt9u5yQ38dBVe1Vuxفي زاوية " مكانيون" أمكنة تحتفي بالقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان 9k=

    ولد مفلح العدوان في مدينة الزرقاء عام 1966، حصل على بكالوريوس هندسة كيميائية من الجامعة الأردنية (1990). عمل في شركة مناجم الفوسفات الأردنية من 1990 حتى 1995، ويعمل منذ العام 1995 في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا. يرأس اتحاد كتاب الانترنت العرب

     

    •صدر له في القصة:

    1."الرحى"، دار أزمنة للنشر والتوزيع، عمّان، 1994.

    2."الدواج"، اتحاد الكتّاب العرب، دمشق، 1996.

    3."موت عزرائيل"، المؤسسة العربية للنشروالدراسات، بيروت، 2000.

    4."موت لا أعرف شعائره"، طبعتان؛ دار أزمنة للنشر والتوزيع، عَمّان، ودار ميريت للنشر، القاهرة، 2004.

    •صدر له في المسرح:

    1."عشيات حلم"، دائرة الثقافة، الشارقة، 2001.

    2."ظلال القرى وآدم وحيداً"، أمانة عمّان الكبرى، 2006.

     

    له في النصوص النثرية كتاب "عمّان الذاكرة"، أمانة عمّان الكبرى، 1999.

     

    تناولت البولندية ماريا قاسينيكا في جامعة كراكو في بولندا أعماله في أطروحتها للماجستير (2002)، مترجمةً 15 قصة له إلى البولندية.

     

    •حاز جوائز عدة منها:

    1.جائزة محمود تيمور للقصة على مستوى مصر والوطن العربي من المجلس الأعلىللثقافة في مصر، المرتبة الأولى، عن مجموعته "الرحى"، 1995.

    2.الميدالية الفضية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن برامج المنوعات "نقوش الليل"، 1997.

    3.جائزة اليونسكو للكتابة الإبداعية، فرنسا، 2001.

    4.جائزة الشارقه للإبداع في مجال المسرح، المرتبة الثالثة، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 2001.

    5.انتُخب عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين (1997-2001) و(2007-2009)، وهو أمين الثقافة والإعلام والنشر في الرابطة؛ وعضو مؤسس في اتحاد كتاب الإنترنت العرب، وعضو الهيئة الإدارية للاتحاد منذ العام 2005؛ وعضو مؤسس في "بيت الأنباط" – الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري، ونائب رئيس "بيت الأنباط" منذ العام 2005؛ وعضو هيئة تحرير مجلة "فنون" الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية

     

    نص مكانيّ

     

     

     

    دير علا ، حديث التلّ

     في زاوية " مكانيون" أمكنة تحتفي بالقاص والكاتب الأردني مفلح العدوان 9k=

    بصمت، وبمهابة، يكون الصعود إلى قمة تل دير علا..

    بصمت.. وكأن المرتقى إلى هناك محفوفا بهالة مهابة المكان، الذي يجعل من صفحات التاريخ تتفتح زهورا معبرة عن نفسها، كما بساط الدحنون الذي تمازج مع تراب التل عند مدخله، وكما تلك الطريق الملتوية التي تتبعنا مسارها، أنا والصديق الفنان خلدون الداود، من السلط مسافة 30 كيلومترا حتى الوصول إلى هنا، حيث دير علا، وحيث جيرة نهر الأردن الذي يتهادى غرب القرية على بعد 5 كيلومترات منها، وأيضا هنا عبق من ذاكرة الغور، وقريبا مني ملامح جسر داميا، وليس بعيدا عني هناك نهر الزرقاء.. ورغم أنني على انخفاض حوالي 224 مترا تحت سطح البحر، إلا أنني من هنا أكاد أسمع رجع صدى مرور الطيبين الصالحين من الصحابة والأنبياء الذين مروا من هذا المكان.

    بصمت أمشي، فأصل حتى قمة تل دير علا.. وأسرح بعيني، فأرى حولي هدوءا صامتا، ومفعما بالحياة، وأينما يممت وجهي أرى لونا أخضر يحاكي سمرة الناس، ونبض التراب، وذاكرة الماء والزراعة في تلك المساحة من الغور التي كنا نمر بها سريعا في الرحلات، ولا نتوقف إلا قليلا بهدف الشراء، أو البحث عن شجرة للجلوس تحتها ما تيسر من الوقت قبل المضي إلى أماكن أخرى في الغور، لكن هذه المرة سيكون البحث في داخل دير علا، حيث التل يجاوره تلالا أخرى، وحيث قناة الغور، والسوق، والشجر، وتجاعيد وجوه الكبار الذين يحفظون جزءا من تاريخ المكان، لكنهم لا يعطون ما عندهم، كأنهم يتكيفون مع الصمت، أو يتهيبون من الكلام.

     

    قمة التل

     

    أصل قمة تل دير علا، وكأن هذا المكان هو فاتحة القراءة لتاريخ القرية، ومنه يمكن تأمل واقعها الذي آلت إليه الآن، بعد أن كان عمقها التاريخي والأثري يصل إلى فترات متقدمة تعود أقدمها إلى العصر البرونزي، وهنا أستعيد بعض ما قيل عن تسمية دير علا، حيث يشير البعض إلى أن الاسم جاء نسبة إلى الدير العالي الذي تم اكتشافه داخل تل أثري يتوسط دير علا، ويرى الراسخون في معاني الكلمات القديمة بأن ”علا” قد تكون تحريفا للكلمة الآرامية علالا بمعنى الغلال والمحاصيل، بينما جذر علل في اللغة الآرامية القديمة يعني الحصاد وجمع الغلال.

     

    متحف أثري

     

    ما زلت غائبا في قمة التل..

    ها أنا أريد أن أكشف ما أعرف من تاريخ هذا المكان، ويستلبني توق لأن أقلب الكتب هناك، وأستمع رغم كل هذا الصمت إلى حديث التل الذي يشي به، عبر تاريخه، وما كتب عنه، فأعرف أن الآثار التي تم اكتشافها في الدير الموجود في التل، قد أودعت في متحف أثري بني بجانب التل، ويحتوي على قطع أثرية نادرة تم العثور عليها داخل التل وفي مواقع أخرى داخل دير علا التي يوجد فيها مواقع أثرية قديمة، وهنا أعود إلى كتاب (المعالم الأثرية في المملكة الأردنية الهاشمية)، من إعداد منى أحمد الطائي، وفيه إشارة إلى أن دير علا قرية ”سُكنت من العصر البرونزي 1800 ق.م، في الفترة الفارسية حوالي 330ق.م، عُثر فيها على هيكل يعود للقرن السادس عشر قبل الميلاد، فيه وعاء من الخزف المطلي، وأوانٍ فخارية، كما عثر فيها على تمثال رأس حصان وأساور ومخطوطات مكتوبة بحروف أبجدية، تشبه الحروف الفينيقية السامية، ومخطوطات مكتوبة بالسامية”.

    وهناك إشارات أخرى تشي بقدم، وعراقة هذه المنطقة، حيث أن بعض الكتابات القديمة تشير إلى أن قرية سكوت التي تعني المظلات كانت من أعمال مملكة سيحون الأموري، وكانت تقوم على تل دير علا، كما أنه إلى الشرق من تل دير علا هناك بقعة أثرية أخرى معروفة هي تلول الذهب، والتي يرجح الباحثون بأنها مدينة فانوئيل القديمة والتي معناها ”وجه الله”، وفي كل هذا إشارة إلى عراقة دير علا، بكل مناطقها، والأماكن المحيطة بها.

     

    دفاتر الطابو

     

    لا أتوقف عند هذا الحد، بل يستلبني تاريخ القرية، فأغيب بين الكلمات، والمخطوطات، والوثائق، رغم أني ما زلت على قمة التل، أتأمل عمق هذا التاريخ وأنا أعيد ترديد ما جمعه الباحث المهدي عيد الرواضية حول دير علا في الجزء الأول من كتابه المهم (مدونة النصوص الجغرافية لمدن الأردن وقراه)، حيث قال: ”ولعل أول من ذكرها(وهنا يقصد بلدة دير علا) مجير الدين الحنبلي، الذي قال في ترجمة أبي عبيدة عامر ابن الجراح: وقبره في قرية يقال لها عثما (تصحيف وصوابه عمتا) تحت جبل عجلون بين فقارس والعادلية بزاوية دير علا من الغور الغربي.

    وقيّدت في دفتر الطابو رقم (970) باسم دير علي، وفيه: قرية دير علي مع تل نصر تابع للغور، تيمار مقصود كاتب الدفتر، فيها خمس وثلاثون خانة، وإمام واحد، وخمسة مجردين، حاصل عشر فدادين، يؤخذ من كل فدان غرارتان ونصف من القمح، وغرارتان ونصف من الشعير، وغرارتان ونصف من الذرة، وفيها يتعلق بالقطن والسمسم فهما قسم من الربع كما جرت العادة منذ القديم، وللقرية المذكورة بخشان(حصتان) من كل أربع حصص من ماء عين الزرقا؛ من الحنطة: خمس وعشرون غرارة قيمتها ألف وسبعمائة وخمسون آقجة. من الذرة خمس وعشرون غرارة قيمتها ألف وسبعمائة وخمسون آقجة. من السمسم: غرارتان قيمتهما سبعمائة وعشرون آقجة، وقيمة الحطب مائة آقجة. ورسم الجاموس: ستمائة وأربعون آقجة. ورسم المعزة: مائة وعشرون آقجة. ورسم ا لنحل: ثلاثون آقجة. ورسم الطاحون ستون آقجة، فيكون مجموع ذلك تسعة آلاف وأربعمائة آقجة”.

    وفي ذات المدونة هناك استرسال في تصفح دفتر آخر من دفاتر الطابو العثمانية، وهو دفتر الطابو رقم (185)، حيث يورد فيه أن: قرية دير علا من خواص أمير لواء عجلون تابع ناحية الغور، فيها ست وأربعون خانة وأربعة مجردين، وحاصل قرية دير علا بموجب العادة القديمة عن كل فدان عامر غرارتان ونصف حنطة وغرارتان ونصف من الشعير وغرارتان من الذرة؛ من الحنطة: عشرون غرارة قيمتها ألفان وثمانمائة آقجة. من الشعير ثلاثون غرارة قيمتها ألفان وأربعمائة آقجة. من السمسم: غرارة واحدة قيمتها ثلاثمائة وستون آقجة، وثمن القطن مائة وثمانون آقجة. ورسم الجاموس: أربعمائة آقجة. ورسم المعز والنحل: مائتان وستون آقجة. ورسم المعصرة لحجرين معطل، وخراج الأشجار: ثلاثة آلاف آقجة. ومن النيلة رطل واحد تسعمائة آقجة. وبادهو ورسم عروس: مائتا آقجة، فيكون عشرة آلاف وخمسمائة آقجة.”.

     

    وقف الصحابي

     

    كما تشير الدكتورة هند أبو الشعر في كتاب (تاريخ شرقي الأردن في العهد العثماني 1516-1918م)، إلى دير علا كجزء من وقف الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح، حيث ترد هذه الإشارة في كتابها عند حديثها عن أراضي الأوقاف في الدولة العثمانية، وفيها تقول:” أخذ التعامل مع الأراضي الموقوفة اهتماما خاصا في فترة التنظيمات، وذلك بسبب محاولة الدولة ضبط التعامل مع هذا الصنف من الأراضي، وأبرزها وقف الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح، الذي يدار من قرية المزار الشمالي. وتقع أراضي هذا الوقف في منطقة واسعة(يحده قبلة أراضي كبد، وشرقا أسفل جبال السلط المتسلسلة مع قسم من جبال عجلون، وشمالا مقام سيدنا أبو عبيدة، وغربا نهر الشريعة وضمنها دير علا والطوال، عدا الأراضي التي ضمن هذه الحدود) وهي أراض تابعة للشرع الشريف”.

    ويؤكد على هذا الوقف، وفي ذات السياق الدكتور عليان عبد الفتاح الجالوي في كتابه (قضاء عجلون/1864-1018م)، حيث يعود إلى سجل الحجج الشرعية، فيشير إلى أنه ” في الغور يشار لوقف أبي عبيدة الذي ضم _جميع الأراضي المعروفة بدير علا-أرض سهل- المحدودة من الجهة القبلية نهر الزرقاء، وشرقا الجبل الفاصل بين أرض الغور وجبل عجلون، وتلول الذهب ومن الجهة الشمالية أراضي فقارس وأراضي البويب، وغربا نهر الأردن(الشريعة) الكائنين على حافتي نهر الزرقاء بأراضي غور سيدنا أبو عبيدة، وتحت نظارة النظار، جميع سهلة وعامرة وغامرة مع حق شرب الأراضي المذكورة من الماء من نهر الزرقاء”.

     

    سيرة قرية

     

    تقع قرية دير علا في محافظة البلقاء، على خط الطول 35 دقيقة و37 ثانية شرقا، والعرض 32 دقيقة و12 ثانية شمالا، وهي مركز لواء دير علا، وتتبع إداريا إلى بلدية دير علا في غور الأردن.

    تبعد حوالي 30 كيلو مترا شمال غرب مدينة السلط.

    الديموغرافيا: يبلغ عدد سكان دير علا حوالي 4553 نسمة (2309 ذكور و 2244 إناث) يشكلون 817 أسرة، تقيم في 973 مسكنا.

    التربية والتعليم: توجد في دير علا سبع مدارس هي: مدرسة دير علا الثانوية للبنات، ومدرسة دير علا الأساسية للإناث، ومدرسة دير علا الأساسية المختلطة، ومدرسة دير علا الأساسية للذكور، ومدرسة دير علا الثانوية للذكور، ومدرسة الصوالحة الأساسية المختلطة، ومدرسة تل دير علا المختلطة، وهذه الآن تحت الصيانة.

    الصحة: يوجد في القرية مركز صحي شامل.

    المجتمع المدني: يوجد في القرية جمعية الرؤى للمكفوفين، وجمعية الوادي الخصيب التعاونية، وجمعية سيدات دير علا، وجمعية الصخرة المشرفة الخيرية، وجمعية تل الفخار الخيرية، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم، ولجنة زكاة الصوالحة، ونادي دير علا الرياضي(كان قد الغي، وهو الآن تحت التأسيس مرة أخرى)، ومكتب صندوق المعونة الوطنية.

    * البنية التحتية متوفرة في دير علا، كما توجد فيها معظم الدوائر الحكومية، لكونها مركز اللواء.

     

     

      الوقت/التاريخ الآن هو 10/5/2024, 1:55 am