أمكنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أمكنة

مجلة ثقافية تُعنى بأدبيات المكان


3 مشترك

    مقطع من قصة - ميرميد / فتاة البلور - (أمكنة وشخوص)

    ناصر الريماوي
    ناصر الريماوي


    عدد المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 18/12/2010

    مقطع من قصة - ميرميد / فتاة البلور - (أمكنة وشخوص) Empty مقطع من قصة - ميرميد / فتاة البلور - (أمكنة وشخوص)

    مُساهمة من طرف ناصر الريماوي 23/12/2010, 5:52 pm

    اللويبدة عند حافة الجبل، شرفة عائمة، تطل على مساحة رحبة لأضواء تنوس فوق سطح المدينة، تخطيت "فيلا ميرميد" للمرة الأولى بعد أن راح ينأى عنها ضوء القمر، أعبُّ ما تسلل من فضاء المرسم المتخم بألحان "رم"، ثم أمضي، ومضات متلاحقة تفضي بحنين إلى وجه "ميرا" تتلبسني، كنوار زهر "الأكي دنيا" حين نثرته يديها منذ قليل في محاباة ليد الآخر، وأنا أطرد ما يعلق من الشوق بتلويحة مثقلة نحو أضواء المدينة من يدي، لكن لم ذهبتَ إلى هناك، ولم يكن في نيتك الدخول؟ رجمتني "ربيعة" بهذا السؤال بعد ايام في منتصف الطريق إلى قلب الجبل وهي تتأبط صحف اليوم وتشير من وقت لآخر إلى صور "ميرا" على صفحاتها، ، كنتُ ممتناً لتلك الصدفة، سرنا معاً في صمت ولم اجب،..لقد كانت تنتظر حضورك في كل مساء، وأنت تعلم؟
    - كيف هي الآن؟ سألتها بلهفة وانا اركل في اضطراب ما يصادفني من مخلفات لأشجار الطريق…
    كما تركتها آخر مرة، لكنها عادت إلى صمتها الأول… تقتل الوقت بفرشاتها الهلبية، تخلتْ تماما عن قسطها الصباحي في حوض السباحة، لتمضي ساعاته في صنع اقنعة غريبة من الطين…، قصتْ شعرها - إن كان ذلك يهمك - فلم يعد طويلا لينسدل في حزمتين على صدرها كما كان، ولم افهم ما عنته "ربيعة" بتلك الأقنعة…، لكن جمرة الشك لسعتني، ذلك الصباح، وأنا على وشك السؤال…كان المرسم خاليا، إلا من حاجاته الشخصية، هاتفه النقال، حافظة النقود الجلدية، سلسلة المفاتيح الطويلة، مريوله الملطخ "بالأكريليك"…لمحتها مبعثرة فوق ذلك النضد، فأين تراه كان…
    - والاستاذ جاد؟ سألتها دون تلميح أو إشارة لشيء
    - على حاله، رجل يستعصي على الفهم، لا ينفك يزين لها مشروعه الفني في حال نجاحه…وبأنها المستفيدة من هذا النجاح…تصور!
    الخلوات المريبة بين "جاد" و "ميرا"، لم يكن لها لتشغلني… لولا انني تغاضيت عما قاله الطبيب في تلك الليلة بمشفى "اللوزميلا"… قال وهو يلوح بسبابته في وجهي : لا، لا…ليس مرضاً جلديا… الآنسة "ميرا" يجب أن تبقى ليومين آخرين، ففحص الأداء الوظيفي للغدد سوف يساعد في تشخيص اكثر دقة لحالتها…عليها تجنب الملامسات الحميمية في الوقت الراهن.



    http://nafaba.maktoobblog.com/
    أمكنة
    أمكنة
    Admin


    عدد المساهمات : 285
    تاريخ التسجيل : 16/12/2010

    مقطع من قصة - ميرميد / فتاة البلور - (أمكنة وشخوص) Empty رد: مقطع من قصة - ميرميد / فتاة البلور - (أمكنة وشخوص)

    مُساهمة من طرف أمكنة 24/12/2010, 4:10 am

    عزيزي ناصر أمكنتك جميلة، وجماليتها تتبدى في تعاملك الأجمل مع تفاصيلها ، انت صاحب تجربة جميلة تزيد اطلالتنا هنا بالالق/محبتي لك
    سمر شديفات
    سمر شديفات


    عدد المساهمات : 36
    تاريخ التسجيل : 18/12/2010
    العمر : 45

    مقطع من قصة - ميرميد / فتاة البلور - (أمكنة وشخوص) Empty رد: مقطع من قصة - ميرميد / فتاة البلور - (أمكنة وشخوص)

    مُساهمة من طرف سمر شديفات 24/12/2010, 4:53 am

    روح المكان عالية هنا خي ناصر. تحية لك

      الوقت/التاريخ الآن هو 20/5/2024, 2:35 pm