أمكنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أمكنة

مجلة ثقافية تُعنى بأدبيات المكان


2 مشترك

    سلالتي الريح ,عنواني المطر

    أمكنة
    أمكنة
    Admin


    عدد المساهمات : 285
    تاريخ التسجيل : 16/12/2010

    سلالتي الريح ,عنواني المطر Empty سلالتي الريح ,عنواني المطر

    مُساهمة من طرف أمكنة 14/3/2011, 1:11 pm

    سلالتي الريح ,عنواني المطر Images?q=tbn:ANd9GcQoGyXVWGgU2u_qIwSovsQOQ4tz-1He1PdQ4f3GMwz9bI0bt_lImQ





    سُلالتي الريح


    عنواني المطر


    * موسى حوامده







    قَبْلَ أَنْ تَرتطمَ الفكرةُ بالأرضِِِ

    قبْلَ أنْ تفوحَ رائحةُ الطينِ

    تَجولتُ في سوقِ الوشاياتِ

    أحملُ ضياعي

    أقتلُ نفسي

    أنا هابيلُ وقابيل،

    آدمُ أنا وحواءُ

    نسلُ الخطيئةِ

    وزواجُ السوسنِ من بيتِ الطيوبْ.



    لعلِّي في نَسْغ الصنوبرةِ أو الأرزة

    في طَمْي النيل أو قاع التايمز

    لعلي ريشةٌ في جناحِ غراب

    ذرةٌ مطمورةٌ في رمادِ منجمِ فحمٍ صيني

    بعضُ فاكهةٍ أفريقيةٍ أو جذعُ شجرةٍ في بنما،

    ظلامٌ يغطي القطبَ الشمالي

    أو نهارٌ يشرقُ فوقَ المحيط الهادي،



    لعلّي من أسلافٍ مَغول

    أو من نسلِ قاتلٍ روماني،



    لعلي من سلالة آشورية

    أو من عائلةٍ كردية،

    من بقايا الهنود الحمر

    أو من كاهنٍ هندوسي.



    من يَجزمُ أنَّ دمعَ العينِ لا يتغير

    وأن ريحَ الخريف لا تعبرُ كلَّ أيام السنة،

    من يضمن أن ترابَ المقبرةِ

    لم يسكنْ غيمَ شتاءِ القرن السابقِ لميلاد سقراط،

    من يثبت أن الحرارة التي طبخت جسد الفرعون تحتمس،

    ليست نفسَ الحرارة التي تعبثُ بوجه طفلتي الصغيرة.



    لَعلّي من أُممٍ كثيرة ورجالٍ كثيرين

    لعلَّ لي جداتٍ روسياتٍ وعماتٍ اسبانيات

    واثقٌ أن مياهَ الخلقِ تدورُ بين الوديان والشهوة

    بين الحرير واللُّهاثْ،

    واثقٌ أن لغتي ليستْ جسدي

    وأن أصواتَ الطيور ليست غريبةً عن حركة الريح والمطر.



    كنتُ طائراً في زمنِ الفُرسِ

    صليباً في عهد قسطنطينْ

    سيفاً في يد صلاح الدين

    كأساً في يد الخيام

    من يدلني عليّ ؟



    لستُ قادراً على شتمِ كوكب المريخ

    لا رغبةَ عندي لانتقادِ مسار الزهرة

    ولستُ حريصاً على وقف هبوبِ المغناطيس

    فوق عظام الأجداد الميتين.



    معي ومضةٌ من سلاح الإله مارس

    قبسٌ من نار بروميثيوس،

    ومعي آياتٌ من القرآن

    مزاميرُ من داود

    تراتيلُ من بولص

    مقاطعُ من بوذا

    كلماتٌ من عبدالبهاء،



    لستُ عارفاً مطالعَ الفُلْكِ ولا مغاربَ الخلق

    بدأتُ أعتادُ الدهشة

    وأتجلَّى في مراياي!



    أعرفُ من لا يعرفني

    أخي الذي لا يمتُ لي بِصِلَةٍ ولم يسمعْ باسمي من قبل

    أختي من قفقاسيا

    عمتي من اليونان،

    ربما وَشَمَ صوتيَ الأتراكُ

    أو هذَّبَ وحشيتيَ البحرُ

    ربما وُلدَ مني مزارعٌ فرنسي

    أو سياسيٌ مخادعٌ في ايطاليا

    ربما جئت من تراب لوس انجيلوس

    أو من طين أثينا

    من يعرف تاريخَ جسدي قبل ألفي سنة

    من يملك بيضةَ الرُخِّ في يده

    من يدلُّني عليّ؟

    قلبي مليءٌ بوجيبِ العالم

    خطواتي تأخذني لبيت النار الأول.



    لعلَّكَ أنتَ مني وأنا من ثرى المريخ،

    لا أنكرُ صلتي بزيوس

    ولا أقرُّ بدمه في عروقي،

    لا أطعنُ في صحة النهر

    ولا أخبئُ البحر في خزانتي

    سلالتي الريحُ

    وعنواني المطر.



    عمان 14/3/2004م
    أمكنة
    أمكنة
    Admin


    عدد المساهمات : 285
    تاريخ التسجيل : 16/12/2010

    سلالتي الريح ,عنواني المطر Empty رد: سلالتي الريح ,عنواني المطر

    مُساهمة من طرف أمكنة 16/3/2011, 1:25 pm

    مايميز هذه القصيدة الشهيرة لموسى حوامدة تلك الراية الانسانية التي ترفرف على جبين النص الشعري ، بحيث أن موسى حوامدة كفر بكل شيء واعتنق الانسانية، وأظنة سيتبوأ أعلى مراتب جنتها، طوبى للشعر الذي لايعرف وجهة غير الانسانية بمعناها الشمولي
    علي شنينات
    علي شنينات


    عدد المساهمات : 72
    تاريخ التسجيل : 18/12/2010

    سلالتي الريح ,عنواني المطر Empty رد: سلالتي الريح ,عنواني المطر

    مُساهمة من طرف علي شنينات 17/3/2011, 11:25 am

    عالم موسى حوامدة الشعري ، عالم جميل بامتياز/. شكراً لأمكنة على هذه القصيدة

      الوقت/التاريخ الآن هو 20/5/2024, 12:48 pm